قرية «سلامون القماش» قلعة التريكو والغزل المصرية التى تقع على مسافة خمسة كيلو مترات من مدينة المنصورة تشكو من التجاهل والإهمال ويساور أهلها القلق من اندثار شهرتها بسبب غزو البضائع الصينية والتركية والتهريب وجنون أسعار المواد الخام..القرية يتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة يعمل 75 % من أبنائها فى أشغال التريكو وأغلبهم من الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة. وتضم 2000 مصنع أو معمل صغير بالاضافة الى 30 مصنعا كبيرا لإنتاج الملابس وخاصة البلوفرات والشيلان والجوارب وتمتص كل القوى العاملة فى القرية وعددا كبيرا من القرى المجاورة فى مراكز دكرنس ومنية النصر والمنصورة ولا يوجد منزل فى القرية بدون ماكينات تصنيع التريكو وفن التطريز الذى يصدر للخارج ويغطى احتياجات السوق المحلية، ولكن عددا كبيرا من المصانع أغلق أبوابه و تم تسريح عماله و قام بعضهم بشراء «توك توك «ليكون بديلا عن العمل بالمصانع . يقول شعبان أحمد سمك رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية للتريكو والملابس ان سلامون القماش اكتسبت شهرتها منذ زمن بعيد ،وانها كانت تقوم أثناء حرب الاستنزاف بتصنيع الملابس والاصواف والجوارب وتصدرها إلى الاتحاد السوفيتى مقابل شراء السلاح ، كما كانت تجهز الملابس الشتوية للجيش المصرى وكساء العاملين فى القطاع العام لسنوات طويلة فى حقبة السبعينيات ، فضلا عن أنها لم تكلف الدولة شيئا فى بناء المدارس والمستشفيات والمعاهد والنادى الرياضى حيث كان يتم تنفيذ هذه المشروعات بالجهود ذاتية . ، مشيرا إلى أن الجمعية تناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إنقاذ صناعة التريكو والتى تعيش أسوأ أيامها حيث توقفت عشرات المصانع وإنضم مئات الشباب إلى جيش العاطلين. وقال : التقينا بالمسئولين عن إتحاد الصناعات وشرحنا همومنا ، ودعونا وزير الصناعة لزيارة القرية والوقوف على الطبيعة المشاكل والعمل على حلها وما زلنا ننتظر زيارته . أما محمد الشافعى نائب رئيس الجمعية فيؤكد إرتفاع أسعار الغزول بشكل مذهل حيث زاد سعر الطن من 16 ألف جنيه إلى 39 ألف جنيه ، فضلا عن أن الدول الأخرى المصدرة لمصر تدعم صناعاتها فتأتى رخيصة ومنافسة لنا ، بخلاف الضرائب المتعددة ، مطالبا بفتح باب التصدير لصناعات سلامون القماش إلى الخارج وهى قادرة على المنافسة إذا ما وجدت المساندة المناسبة . المهندس أسامة إمبابى أحد أصحاب المصانع يرى أن التهريب أكبر آفة فى سوق التريكو ويؤدى إلى ضرب المنتج الوطنى ، مطالبا بأن تهتم الدولة بالدعم الفنى وفتح الأسواق الخارجية وترجمة اهتمامها بالمشاريع الصغيرة . وتنمية المشاريع الصغيرة ورفع المعوقات الضريبية ، معتبرا أن أصحاب المشروعات الصغيرة ثروة يمكن أن تنهض بالبلد الى مستوى غير متوقع فلديهم الكفاءة والنشاط والتجربة . وان صناعة التريكو في سلامون القماش تعانى من كونها صناعة موسمية تعمل أربعة شهور فقط فى السنة من يوليو وحتى ديسمبر وباقى السنة تتوقف المصانع عن العمل . ويؤكد عادل السيد صاحب مصنع أنهم حصلوا على قروض من الصندوق الاجتماعى لشراء الماكينات واعتقدوا أنهم سيدفعون ثمنها فور بدء الإنتاج، لكن الأسواق تعانى من الكساد بسبب منافسة المنتجات الصينية، مما دفع عددا من أصحاب المصانع إلى الهجرة لخارج مصر خوفا من تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضدها كما أكد عدد من أصحاب المصانع أن من أسباب تدهور الصناعة ازدواجية الضرائب على المنتج، بداية من فرض الضريبة على المواد الخام عند استيرادها، ويضاف لها ضريبة المبيعات، وضريبة أرباح تجارية وصناعية، بالإضافة إلى التأمين على العمال، وكلها عوامل أدت إلى ضرب هذه الصناعة فى مقتل .