كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أمس عن أن الإسلاميين في دول الربيع العربي, وبخاصة مصر وتونس, يشنون حاليا هجوما ناعما في عقر دار الولاياتالمتحدة, لتهدئة المخاوف الأمريكية من صعود الإسلام السياسي، وقيام دول دينية في الشرق الأوسط تشبه النموذج الإيراني وتأثير ذلك علي التعددية الحزبية وحقوق المرأة والأقليات والعلاقات مع إسرائيل. وكشفت الوكالة الفرنسية في تقرير لها أن الإسلاميين أجروا سلسلة اجتماعات في البيت الأبيض ومحادثات مع المنظمات ومقابلات مع الصحف الأمريكية البارزة حرصوا خلالها علي طمأنة واشنطن الغاضبة, موضحة أن صعود الإسلاميين المنتخبين في تونس ومصر وفي كل مكان كان بمثابة تحذير للأمريكيين الذين يخشون من ظهور دول دينية ترفض الاعتراف بحقوق المرأة والأقليات وتثير العداء مع إسرائيل. ويأمل وفد إسلامي من دول الربيع العربي يزور واشنطن خلال الأسبوع الحالي في تهدئة هذه المخاوف, حيث أكد أن الإسلام والديمقراطية مرتبطين بشكل كامل, وأعرب عن أمله في فتح فصل جديد في العلاقات الأمريكية مع العالم العربي في هذه الفترة الانتقالية. وقال صاحبي عتيق برلماني عن حزب النهضة الحاكم في تونس إننا هنا لمناقشة واستعادة الثقة لدي الرأي الأمريكي في الإسلام والأحزاب الإسلامية, وبعد حديثه في مؤتمر نظمه معهد كارينجي للسلام الدولي, أكد عتيق أن الأحزاب الإسلامية ليست تهديدا, بل إنها تضمن الديمقراطية والحرية الفردية. ودعا الوفد الإسلامي إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما إلي فتح حوار معهم حتي لو بسبب أنهم حققوا فوزا كاسحا في الانتخابات بعد ثورات الربيع العربي. ومن جانبه, أشار عبد الموجود الدرديري النائب عن حزب الحرية والعدالة وأحد أعضاء الوفد المصري لصحيفة واشنطنبوستالأمريكية إلي أن عدم الثقة جدار يجب هدمه, وأنه يجب ألا يكون الإسلاميون هم الطرف الذي سيهدمه, بل يجب أن يحطمه الجانبان معا. وأشارت الوكالة الفرنسية أيضا إلي أن حوارا بطيئا بدأ خلال الشهور الأخيرة, حيث اكتسح الإسلاميون الانتخابات في دول الربيع العربي, حيث التقي أعضاء من حزب الحربة والعدالة بمسئولين من الإدارة الأمريكية, وهو الأمر الذي كان مستحيلا خلال أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إنه من الواضح لأي متابع للتطورات في مصر ما بعد الثورة, أن الإخوان المسلمين سيكونون اللاعب الرئيسي, موضحا أن واشنطن تتعاون لأن ذلك الأنسب والأصح, وأنها ستحكم علي كل الاتجاهات السياسية في مصر من خلال أفعالها وتعهداتها بالديمقراطية والعملية الديمقراطية وحماية الحقوق المدنية. وواجهت الوفود الإسلامية من مصر وتونس وليبيا والمغرب أسئلة متشابهة في معهد كارنيجي للسلام, حيث أصروا علي أنهم سيدافعون عن حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير والتعددية الحزبية. وحول إصرار حزب الحرية والعدالة علي تطبيق الشريعة الإسلامية, أكد خالد القزاز منسق العلاقات الخارجية في الحزب أن الغرب يفهم ذلك بشكل خاطيء, موضحا أن الشريعة توضح ما هو خطأ وما هو صواب, وهذا لا يتعارض مع القيم العالمية المتعارف عليها مثل الحرية والديمقراطية وحكم القانون, ولا يختلف عن القيم المسيحية التي تتبناها أحزاب سياسية كثيرة في الغرب. ومن جانبه, رد مايكل وليد حنا خبير الشرق الأوسط في مؤسسة القرن أنه من غير الواضح ما الذي بعنيه الحرية والعدالة بحديثه عن تطبيق الشريعة الإسلامية, معربا عن اعتقاده بأن هناك اختلافا بين ما يقوله الوفد المصري وبين حقيقة الوضع الراهن في مصر.