حفر ، وشق ، وافتتاح معجزة القرن ، قناة السويس الجديدة ، هدية مصر للعالم ، كما جاء على لسان رئيسها ، أبلغ رد على الكارهين للسيسي ، المشككين في وطنيته ، وحبه لبلده ، وشعبه ، ودهائه السياسي ، في مقارعة الدول الكبرى . والرجل ، ليس قديسًا ، إنما بشر يصيب ، ويخطئ ، ويحتاج لمن يؤمن به ، ويسانده ، ويقف في ظهره ، ويفخر به في الداخل ، والخارج ، وفي المقابل من يعارضه ، فليعارضه بالأخلاق ، والمنطق ، ويختار الألفاظ المهذبة ، التي تعبر عن رأيه المعارض ، وبالتأكيد سيتقبلها الرئيس الإنسان برحابة صدر ، ويسعى لعلاج الثغرات ، والأخطاء ، طالما اقتنع بوجهة النظر المضادة ، وتأكد أنها في مصلحة البلد ، وهذا هو أسلوب المعارضة الذي يبغيه رئيسنا : النقد المهذب الهادئ البنّاء ، وليس الصراخ ، والتجاوز باللفظ ، والسلوكيات ، لأنه رجل منضبط ، بحكم خلفيته العسكرية ، المخابراتية . تلك المقدمة ليست قصيدة في مدح السيسي ، لمجرد المدح في حد ذاته ، لكنني أرى رجل يستحق الإشادة بشخصيته كرئيس ، وشجاعته ، ووطنيته ، وأدبه ، وتحضره ، وتواضعه ، وأسلوبه الهادئ في مجابهة العقبات التي تقابله ، ومعالجة العديد من المواقف ، أبرزها - بعد افتتاح القناة الجديدة - مناورة أمريكا ، بتعزيز التعاون العسكري مع روسيا ، وفرنسا ، ومغامرة زيارته إلى إثيوبيا ، التي نتجت عنها اتفاقية التعاون المائي مع دول المصب ، للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل ، والتوجه إلى الحضنين العربي والافريقي ، الذي كان ثماره عشرات البروتوكولات ، في جميع المجالات ، لتعود الخبرات المصرية تغزو قارتها ، ووطنهم العربي الكبير ، من جديد ، في إعلان حاسم ببدء مصر استعادة ريادتها إقليميًّا ، وقاريًّا ، وعربيًّا . وفي الوقت نفسه ، لم يهمل الداخل ، وبدأ بالفعل في إطلاق حزمة من المشاريع التنموية ، المتمثّلة في المليون فدان ، والتجمعات السكنية للشباب في المدن الجديدة ، وإحياء طريق الحرير بين مصر والسعودية ، والعاصمة الإدارية العملاقة ، التي ستنقل البلاد لآفاق أرحب من المستقبل المشرق ، والمؤتمر الدولي الاقتصادي بشرم الشيخ ، الذي نجح في استقطاب الشركات ، ورؤوس الأموال العالمية ، والخليجية ، للدخول في شراكات مع نظيرتها المصرية ، وإطلاق مشاريعها العملاقة على ارضنا ، بما يوفر لشبابنا الملايين من فرص العمل ، تحل مشكلات اجتماعية عديدة كالبطالة ، والإدمان ، والفقر ، والاكتئاب ، والانحراف ، والتحرش ، وحتى العنوسة ، لأن الشاب المصري وقتها سيكون قادرًا على تكاليف الزواج ، ومسؤولياته . والرجل يحاول بقدر مايستطيع مواجهة الإرهاب الديني الدامي ، الذي يخطف خَيْرة شبابنا ، وعلاج القصور في التأمين الأمني للدولة ، والمواطن ، ويجتهد في اختيار معاونيه ، من رجال الحكومة ، لأنه لايمكنه أن يبدع بمفرده ، فاليد الواحدة لاتصفق ، ولكن المشكلة تكمن في الفكر الإداري الروتيني العقيم ، الراسخ في عقول المسؤولين من عهد مبارك ، والفساد الضارب بجذوره في مافيا المنتفعين ، الذين زرعهم الرئيس الأسبق ، في كل أنحاء الدولة ، وبخاصة في مجالات الاستثمار العقاري ، والبناء والتشييد ، والسياحة ، والسياسة ، وهما يشكلان معًا التحدي الراهن الذي يقف حجر عثرة في تنفيذ فكره المتجدد ، وطموحاته الوثابة بالانتقال بمصر للعالمية ، لتبوء مكانتها المستحقة ، وسط العالم . وحالما ينتصر السيسي في تلك المعارك ، فحتمًا سيعيد البعض ، الذي يحاربه ، ويهاجمه ، النظر في مواقفه منه ، لأنه يعمل في هدوء ، وصمت ، وإنجازاته تتكلم عنه ، وبالتالي ستحل عقدة الإنقسام المجتمعي ، من تلقاء نفسها، لأن المعارضين ، حينما يَرَوْن الإنجازات تتوالى ، سيدخلون إلى كنف الرئيس ، ومصلحة الوطن ، ليزهو الوطن بالاستقرار ، والتنمية . ولا أخفي سرًّا ، حينما أكشف عن أنني في البداية، عارضت سياسته ، عندما اتجه من فوره لتحسين صورة مصر عالميًّا ، وجذب الاستثمارات العالمية لتقوية الاقتصاد المصري ، فيما رأيت أنا - وغيري - أن يبدأ بعلاج أمراض الداخل التي تراكمت عبر عقود من الزمن ، من خلال عدة قرارات للارتقاء بمعيشة المواطن ، ولكنني أعترف بأنه كان مُحِقًّا فيما فعل ، باعتبار مافعل سيعود على الاقتصاد المحلي ، والمواطن المصري بالنفع ، والخير ، على المدى البعيد . وبإذن الله أنا متفائل بالمستقبل ، بعد أن يشتد عود الجنيه ، بتلك المشاريع ، في الخارج ، والداخل ، أمام العملات الأخرى ، بما يساعد في رفع مستوى المصري ، ويقلل الهجرات للخارج ، والانتصار على كل صور الفساد ، والمغالاة في كل شيء ، التي تكوي المواطنين ، وإرغام كل رجال الأعمال على تغيير فكرهم "المصلحجي" ، والإحساس بالمواطن ، ومعاناته ، أولًا ، كحجر أساس الأمن الاجتماعي ، الذي ينعكس بدوره على الاقتصادي ، فيأمن كل ذي مال على ماله ، في هذا البلد ، فلا يهرب باستثماراته للخارج ، كما رأينا في الماضي ، بل يفضّل الاستثمار في وطنه ، ثقةً في مناخه ، لنرى نماذج كثيرة من رجال الأعمال الوطنيين ، الذين يساعدون الحكومة في التنمية ، والأعمال الخيرية ، لا التكالب على النساء!! ولن أبالغ - في رأيي - عندما أقول إن كثيرًا من الدول العربية ، تتمنى رئيسًا مثل السيسي ، في شجاعته ، ووطنيته ، كلبنان مثلًا "نفسها في سيسي" ، فجاء مانشيت إحدى صحفها الكبرى ، بعد افتتاح قناة السويس الجديدة : "متى تنتخب لبنان رئيسها ؟!" ، فكل العالم "حاسين بالسيسي" .. وأتمنى أن نكون كلنا - وليس بَعضنا ، ولا حتى أغلبيتنا - مجمعين على رئيسنا المغوار ، بالقلب ، والعقل ، والمنطق ، ساعتها ستتغير حياتنا العشوائية ، إلى حياة حقيقية منظمة ، إِيمَانًا بما يفعل قائدنا . [email protected] لمزيد من مقالات ياسر بهيج