ستؤدى ظاهرة التغير المناخى التى تضرب الأرض حاليا إلى خفض إنتاج محصول البن على مستوى العالم فى السنوات المقبلة، حيث يحتاج البن فى زراعته إلى درجة حرارة معتدلة نسبيا إلى جانب أحوال جوية مستقرة كالأمطار المنتظمة الخفيفة، وأخطر ما يواجه نبات البن فى أثناء نموه لأنه يزهر لمدة أربع وعشرين ساعة فقط، كما أن التغير المناخى فى صورة أمطار غزيرة أو عواصف قوية أو درجة حرارة عالية أو جفاف شديد يؤدى لسقوط زهور النبات أو الحبوب عن أشجار البن، ويجب ألا ننسى أن ارتفاع درجة الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري، يوفر بيئة حاضنة ومثالية للآفات الزراعية وأمراض النبات مثل مرض «صدأ الأوراق»، وهى كافية لتدمير أشجار البن، ولا شك أن التغير المناخى للأرض سيؤدى إلى مستقبل مظلم لزراعة البن فى العالم وقلة إنتاجه مما سيجعل محبى القهوة فى العالم فى مأزق كبير نتيجة لارتفاع أسعار فناجين القهوة مستقبلا، مع العلم بأنه لن تكون الظروف المناخية فقط هى العامل الوحيد فى انخفاض إنتاج البن فى العالم مع ارتفاع أسعاره، لكن تحول مزارعى البن إلى إنتاج محاصيل أخرى تدر عليهم الأرباح. ويسعى حاليا خبراء الزراعة مع خبراء البيئة فى الدول المتقدمة لإنتاج أنواع مهجنة من أشجار البن تتحمل ظروف الاحتباس الحرارى ومقاومة الجفاف، ولكن متى ستصل بذور الأنواع المهجنة الجديدة من البن إلى أيدى مزارعيه؟، وماذا سيكون شكل عالمنا بدون شرب ما يكفى من فناجين القهوة؟، هذا العالم الذى يستهلك يوميا نحو مليارى فنجان قهوة بمختلف أنواعها. د. عبدالمنعم بدوى عبدالوهاب القاهرة