منذ أن جاءت فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة ومشروعات التنمية التى من أهمها مشروع التفريعة الجديدة لميناء شرق بورسعيد والذى سيدر ربحا وفائدة على مصر بصفة عامة وعلى محافظة بورسعيد بصفة خاصة ، وستزيد من حجم الاستثمارات فى التجارة والصناعة والزراعة. من هنا كان لقاء تحقيقات «الأهرام» مع اللواء بحرى أركان حرب مدحت مصطفى عطية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لمواني بورسعيد الذى فى البداية وجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، ثم شكر جميع العاملين الذين بذلوا جهودا مضنية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، وشكر الشعب المصرى الذى أسهم بأمواله فى قناة السويس الجديدة التى ستلعب دورا محوريا فى الشرق الأوسط وبين دول العالم ولها تأثير معنوى للمصريين. وقال إن المشروعات التى ستقام فى قناة السويس الجديدة لا أستطيع أن أفصل بينها وبين المشروع الأول الذى نعمل عليه ، وهو مشروع ميناء شرق بورسعيد لأنه يعد من أهم محاور التنمية واستكمالا لمشروعات القناة التى ستؤدى إلى خدمة التنمية لمحور قناة السويس الجديدة وزيادة عدد السفن التى تعبر خاصة الخدمات اللوجيستة التى تقدم للسفن فهذا شيء جاذب لعبور السفن ، ومن هنا يعتبر ميناء شرق بورسعيد وقناة السويس الجديدة متكاملين لا غنى عن بعضهما البعض . أما إذا تحدثنا عن المواني التى تدخل فى التطوير فهى 3 موانى : العريش وغرب وشرق بورسعيد ، وبالنسبة للأخير فهو ميناء محوري، لأن جميع الخطوط العالمية تمر من قناة السويس سواء من الغرب والشرق أو من الشمال إلى الجنوب، لذا يجب حسن استخدام هذا الميناء ، وهناك لدينا محطة حاويات واحدة فى الميناء تتداول أكثر من 3 ملايين حاوية فى السنة ،ولهذا فإن ميناء شرق بورسعيد جعل تصنيفنا الرابع على الشرق الأوسط والأول على إفريقيا ، وبعد تفريعة ميناء شرق بورسعيد الجديدة سيزيد معدل الحاويات فى المستقبل حتى يصل إلى نحو 6 أو 7 شركات أو محطات حاويات متنوعة مما يؤدى إلى زيادة الدخل القومى بالعملة الصعبة لمصر وفتح مجالات للعمل كثيرة للشباب خاصة شباب بورسعيد ومنهم من يعمل الآن فى محطات ميناء شرق بورسعيد وهذا هو الهدف من تشغيل الشباب لأنهم استثمار وتنمية للمستقبل وأيضا يوجد العديد من المشروعات المتنوعة منها تجميع سيارات وأخشاب وملابس ومشروعات تجميع كمبيوتر والهدف الرئيسى هو استغلال ميناء شرق بورسعيد وجذب الحاويات المحملة بمواد خام والظهير للميناء ومن خلال إنشاء مصانع تنتج وتقوم بالتعبئة ويتحول إلى منتج ويصدر للخارج مرة أخرى ، هذا المفهوم الذى يطلق عليه »الحلقة« من الصعب أن يتوافر فى أى ميناء آخر .. لماذا ؟ لأن مساحة ميناء شرق بورسعيد 72 كيلو مترا مربعا وهذا الميناء سيعج بالحركة والكثير من المشروعات الاستثمارية من شركات أدوات طبية ومواد للبناء وهناك كثير من المشروعات غيرها . ويضيف اللواء مدحت أن الهيئة العامة لموانى بورسعيد لديها محطة كهرباء ومحطة معالجة لمياه الصرف الصحى وخطوط تليفونات وكابلات انترنت وهناك خطة مستقبلية لتجديد وإحلال وتطوير وتشغيل ميناء غرب بورسعيد وميناء العريش لرفع الكفاءات والقضاء على التهريب بوضع ما يقرب من 40 أو 50 كاميرا مراقبة للميناء بأكمله حتى يعمل بكفاءة عالية تخدم شعب بورسعيد وأيضا يدخل من ضمن مشاريع محور التنمية التى تكمل مسيرة مشروعات القناة الجديدة . أما اللواء مجدى نصر الدين محافظ بورسعيد فيوضح أن كل ما يتم حاليا من تنمية فى منطقة القناة الجديدة وتفريعة ميناء شرق يخدم جميع المصريين، لأن أى سفينة تريد العبور للعالم لابد أن تعبر من خلال ميناء بورسعيد وهى على رأس قناة السويس حيث يوجد بها ، ميناء غرب وهو القديم وميناء شرق التفريعة وهو ميناء جديد لا يتعدى العشر سنوات وخلال فترة قصيرة أصبح هو الميناء الثانى على مستوى البحر المتوسط والثالث على المستوى الإقليمى وأخذ ترتيبا بالنسبة لموانى العالم وأخذت رئاسة الجمهورية على عاتقها تجهيزه ليكون فى المخطط المقبل ضمن محور التنمية جانبى الميناء وعمل توسعة فى تنمية محوره . وسيعمل عبور السفن على زيادة الدخل القومى لمصر من 5٫5 إلى 13 مليار جنيه حتى عام 2020 ويعمل هذا على تقليل ساعات انتظار السفن العابرة من 11 إلى 3 ساعات كما أنها ستساعد على تقليل الزمن فى رحلة العبور بالقناة من 20 الى 11 ساعة وهو ما سيؤدى إلى جذب السفن للعبور بالقناة . وعلى الجانب الآخر يشرح اللواء مصطفى كامل محمد محافظ بورسعيد الأسبق أن شرق بورسعيد إقليم تاريخى اعتمد على مساحته التى تبلغ 125 كيلو مترا، ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى: الميناء المحورى والظهير البرى داخل منطقة الميناء ويتكون من المنطقة الصناعية الكبرى التى يتم توطين المشروعات العملاقة التى ينادى بها الرئيس على 87 مليون متر مربع والمنطقة الزراعية وتتبقى منطقة فرعية وهى سياحية ترفيهية وإدارية حيث تم حفر قناة طولها 13 كيلو مترا وبدأ فى إنشاء طريق الدوران حتى يتسنى للسفن أن تدخل شرق بورسعيد وتفرغ الحمولة ويمكن أن تعود من حيث جاءت وذلك لتوفير الوقت والجهد كما تم إنشاء الرصيف 1,2 من عشرة كيلو مترات و600 ألف متر مربع مما زاد من معدات ومركبات تسمح بتداول الحاويات للمحطة وفقا للمعدلات العالمية وتم تشغيله عام 2014 ولقد تم بالفعل إنشاء خط سكة حديد يربط بين محاور التنمية، لذا يجب التعامل مع جميع المشروعات فى كل المحافظات كشيء واحد حتى يحدث التنسيق اللازم وإنشاء الأنفاق والمدن الاجتماعية السكانية المتكاملة التى تخدم العمالة فى وقت متزامن واحد داخل الثلاث محافظات«الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد». على الجانب الآخر يقول اللواء شيرين على حسن رئيس هيئة ميناء بورسعيد الأسبق إن مقومات التنمية فى كل دولة تبدأ بأن تختار لها ميناء محوريا يربطها بباقى دول العالم وذلك وفقا لمنظومة حركة نقل الحاويات العالمية الجديدة التى غيرت كثيرا من مفاهيم النقل البحرى حتى إنه لم تعد الموانيء العادية قادرة على مواكبة التغيرات الهائلة التى حدثت سواء فى حجم السفن او طريقة الربط بين المواني أو حجم الأنشطة غير البحرية اللوجيستة التى أصبحت منذ الثمانينيات. ويضيف قائلا : الفرق بين المواني العادية والعالمية وجوهر فكرة مشروع المحور تقوم على أربعة مكونات رئيسية المكون الأهم فيها وجود ميناء محورى وهو بالمناسبة ليس ميناء ويختلف تماما عنها ولا يوجد فى مصر إلا ميناء واحد تنطبق عليه الشروط الثمانية ولقد اختارت منظمة »الاوليكتاد« ومنظمة التجارة العالمية اعتبارا من عام 2007 أهم 17 ميناء محوريا فى العالم وكان منها شرق بورسعيد وفقا للخريطة ومن هذه العوامل: الموقع والمساحة والأعماق والقابلية للتوسع والقدرة على استيعاب السفن ومستوى الخدمة الراقى وتبنى المستويات العالمية للتشغيل والميناء المحورى يمتاز بأنه يحقق أكبر وفر للدولة عند تناول بضائعه من خلاله لأنه يربطها مباشرة بالمواني المحورية الأخرى على سبيل المثال حجم الحركة بين الموانى المصرية وميناء شرق بورسعيد زاد على 300 ألف حاوية فى العام الماضى وإذا لم نكن نملك ميناء شرق بورسعيد لكانت مصر فقدت الكثير من الدخل القومي.