السعادة هي الشيء الوحيد الذي يتفق عليها الجميع في البحث عنها، مهما اختلفت الأساليب فالهدف واحد، الكل يبحث عن السعادة لكن بطريقته الخاصة والمختلفة؛ منا من يغتنمها في تحقيق ذات وأخر في هواية أو حب، ومنا من فشل وصارت السعادة بعيدة المنال، الكل يبحث دون أن ندرك أن سر السعادة قد يكمن في صناعتها.. فأن كنت من عشاق السعادة والبحث عنها تعالي معي عزيزي القارئ لنكتف سويا سرها بين السطور القليلة القادمة مع صانع السعادة. محمد سعيد الملقب بشيتوس صانع سعادة الحياة بروح الخيال، بدأ حياته بالبحث عن مفتاح السعادة حتي وجد أن سر المفتاح يكمن داخله في أسعاد الأخرين، بالنسبة له من لم يعش بائعاً للسعادة لن يستطيع أن يشتريها ومن هنا كانت قصة صانع السعادة.
محمد شيتوس طالب بكلية الآداب قسم فلسفة بجامعة حلوان، في يوم من الأيام شاهد أحدي عروض "البانتومايم" أو فن "المايم" في الجامعة أثارة هذا الفن ولأنه يجيد رسم الضحكة علي شفاف الجميع قرر أن يتعلمه ليصنع البسمة علي وشوش مفتقدي السعادة. علي الرغم من أن لا توجد جهة في مصر تعلم فن "المايم" لكن شيتوس قرأ وبحث كثيراً حتي تعلمه، وبعد الكثير من التدريب أدرك أن هذا الفن يعتمد علي ثلاث عناصر أساسية "الخيال والتجربة والإحساس"، فالمايم هو التمثيل الإيمائي الجسدي الذي يستخدم فيه الممثل أشياء غير موجودة ويوصل بإحساسه هذا الخيال للجمهور، ومن هنا أدرك شيتوس انه يستطيع أيضاً أن يوصل الضحكة للناس من القلب للقلب بدون كلام .
بضحكة مرسومة علي وجه ابيض كبياض القمر رسمه شيتوس ليبدأ أولي خطوات عروضه داخل الجامعة لصناعة السعادة، وبعدها شارك في العديد من العروض الأخرى خارج الحرم الجامعي لينشر هدفة بشكل أوسع، أنضم للعديد من الفرق مثل فريق متفائلون في الزقازيق وفريق أنشر بسمة في القاهرة. ولأنه يدرك جيدا أن للإنسان البسيط حق في السعادة قرر أن ينقل فن المايم للشارع ليزرع الضحكة علي وشوش المحتاجين.
اختلفت ردود أفعال الناس في الشارع المصري عن ما يفعله شيتوس من حركات المايم، منهم من ضحك وأخذ الموضوع بشكل كوميدي وشارك صانع السعادة الخيال ومنهم من أعتقد أنه أسلوب جديد من أساليب الشحاتة أو النصب. قد نختلف أو نتفق معه في الطريقة لكن في النهاية كل منا يبحث عن السعادة بطريقته الخاصة، وسعادة هذا الشاب في صناعة السعادة من خلال فن المايم الذي أصبح لأعبا ومدربا له وحصد من خلاله العديد من الجوائز أهماها الضحكة المفقودة. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل