في إطار التصعيد المستمر للقصف التركي لمواقع الانفصاليين الأكراد، لقي ما لا يقل عن 260 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني وأصيب نحو 400 آخرين ، من بينهم شقيق الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش. وأوضحت مصادر عسكرية تركية أن الجيش جدد غاراته علي مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث قصفت 80 طائرة حربية طراز إف-16 معسكرات الانفصاليين في متينا و زاب وغارا ودمرت ما يقارب من 60 هدفا للانفصاليين، منها ملاجئ تحت الأرض ومستودعات مواد غذائية وطبية وأخري للذخيرة وكهوف تحت الأرض. وفي سياق متصل، يعقد مجلس الحكماء الموالي للحكومة اجتماعا موسعا في إسطنبول لتناول التطورات الأخيرة ونتائج العمليات الجوية والبحث عن حل وسط لتسوية القضية الكردية. ومن ناحيته، استدعي المدعي الجمهوري لمدينة "أورفة" بجنوبيتركيا الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي فيجن يوكسك داغ للتحقيق معها بعد تصريحات أدلت بها قبل أسبوعين، وأكدت فيها أنهم يستندون في قوتهم علي المنظمات الكردية، وهو ما اعتبره المدعي دعما وحملة إعلامية لصالح منظمة حزب العمال الكردستاني. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن استدعاء المدعيين الجمهوريين لمدينتي "دياربكر" و"أورفة" للرئيسين المشاركين للحزب الكردي يوكسك داغ وصلاح الدين دميرطاش يأتي بعد أيام من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي طالب فيها بمعاقبة مسئولي الأحزاب السياسية التي تقف إلي جانب منظمة الانفصالية، وهو ما اعتبره الحزب الكردي "حملة لتصفية الأكراد بعد فوزهم في الانتخابات العامة التي جرت في السابع من يونيو الماضي بنسبة 13٪. وكانت وسائل الإعلام التركية قد ذكرت في وقت سابق أن دميرطاش يواجه اتهامات ب "تحريض المواطنين علي العنف وإثارة الاضطرابات خلال أحداث "عين العرب" بشمالي سوريا في أكتوبر الماضي"، وفي حال تمت إدانته قد يواجه حكما بالسجن لمدة 24 عاما. يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "ميلليت" إلي أن جمعيات نسائية نظمت أمس مسيرات سلام في 14 مدينة تركية في مقدمتها أنقرةوإسطنبول وأزمير تحت عنوان " نحن بحاجة للسلام ". وستطالب المرأة التركية في مسيرتها الحكومة التركية باتخاذ خطوات منطقية وعقلانية من أجل إحلال السلام بدلا من القتل مقابل مطالبتهم قيادي المنظمة الانفصالية وامتدادها السياسي بنبذ السلاح ووقف العمليات العسكرية والجلوس علي طاولة المفاوضات، لإحلال السلام ووضع حد لنزف الدماء. وبالتوازي، تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة لمنع مسيرة بعنوان شرف يفترض أن تجوب شوارع مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية للتنديد بالعلميات العسكرية والدعوة إلي إطلاق سراح عبد الله أوجلان. وقالت صحيفة "حريت" أن وفدا من حزب الشعب الجمهوري المعارض سيزور مدن جنوب شرقي تركيا للإطلاع علي الأوضاع الجارية وإعداد تقرير شامل وإرساله إلي مقر الحزب في أنقرة لتقييمه، والبحث عن حلول جذرية لتسوية القضية الكردية. وعلي صعيد متصل، وصل بريت ماكجورك نائب مستشار وزارة الخارجية الأمريكي إلي العاصمة التركية أنقرة لإجراء لقاءات مع المسئولين الأتراك حول الاتفاق الذي توصلا إليه بخصوص مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.