: أشاد الدكتور عادل الرفاعى أحد محكمى المسابقة العالمية الثانية والعشرين للقرآن الكريم، والتى أقامتها وزارة الأوقاف وأستاذ القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بإضافة بعد جديد للمسابقة هذا العام، والذى تمثل فى فهم الجوانب الأخلاقية فى القرآن الكريم. وأكد أن المشاركة الدولية الكبيرة فى هذه المسابقة التى تعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعد دليلا على اهتمام مصر بحفظة القرآن الكريم، ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامي، كما أن المسابقة تعد امتدادا لفضل مصر على العالم الإسلامي، حيث شارك فيها 100 متسابق من 60 دولة. وقال إن التركيز على فهم المعانى القرآنية ضرورة لمواجهة التطرف والإلحاد، وإن تجديد الخطاب الدينى يبدأ بفهم هذه المعانى أيضا، وطالب بتطوير الكتاتيب بوسائل العصر الحديثة، لتخريج جيل جديد من حفظة القرآن الكريم، قادرين على كشف زيف الجماعات الإرهابية التى توظف الدين لخدمة أهدافها، من خلال تأويل النصوص وتحريفها، فهذا يتطلب أن نركز على فهم المعانى القرآنية وتطبيقها. وإلى نص الحوار: بصفتكم أحد محكمى المسابقة العالمية الثانية والعشرين للقرآن، كيف ترى المسابقة هذا العام؟ لقد أحسنت وزارة الأوقاف المصرية عندما أضافت بعدا جديدا للمسابقة هذا العام، والذى تمثل فى فهم الجوانب الأخلاقية فى القرآن الكريم، وذلك بجانب الحفظ، وقد كانت المشاركة الكبيرة فى هذه المسابقة التى تعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، دليلا على اهتمام مصر بحفظة القرآن الكريم، ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامي، والمسابقة تعد امتدادا لفضل مصر على العالم الإسلامي، فهناك 100متسابق من 60 دولة، وهؤلاء المتسابقون وأعضاء لجنة التحكيم، تمت بينهم جلسات حوار علمى حول معانى القرآن، وكان هذا يحدث بشكل يومى طوال أيام المسابقة، بحضور عدد من العلماء والدعاة، والجميع كان يوضح أن المعانى القرآنية ترسخ للتعايش السلمى وقبول الآخر، وأن الجماعات التى تحرق وتدمر باسم الدين، لا تفهم معانى القرآن الكريم، لأنهم لو تدبروا هذه المعاني، لأدركوا أن الإسلام دين الرحمة والسلام والأمن، وهذا ما تم التركيز عليه عند الحوار مع المتسابقين، وشددنا عليهم بضرورة توضيح هذه الحقائق لغيرهم عند العودة إلى بلادهم، وأن يكون الاهتمام قائما على فهم معانى القرآن وتطبيق هذه القيم فى التعامل داخل المجتمع. كيف ترى دور الكتاتيب ومعلمى القرآن فى بيان هذه القيم والمعانى بجانب الحفظ؟ الكتاتيب لها دور كبير فى تربية الأطفال على حب القرآن الكريم منذ الصغر، وجميع العلماء الذين نراهم حاليا، والذين شهد لهم التاريخ بالدور الكبير فى الدعوة، خرجوا فى الكتاتيب، ولذلك لابد من العودة مرة أخرى للاهتمام بالكتاتيب، وتأهيل معلمى القرآن والاهتمام بهم، وذلك حتى تكون هناك أجيال جديدة من حفظة القرآن الكريم، يفهمون معانى القرآن ويطبقونها بجانب الحفظ، وهذا يتطلب أيضا ضرورة الاهتمام بمعلمى القرآن وتدريبهم وتأهيلهم، من خلال وسائل التواصل الحديثة، لتكون الكتاتيب فى صورتها العصرية، هى البداية الحقيقية فى تجديد الخطاب الديني، وهنا لابد من الاهتمام بالمسابقات الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم، لتشجيع الشباب وحثهم على الحفظ، وفهم معانى القرآن، وتطبيق هذه المعانى فى التعامل داخل المجتمع، ويحب ألا نتوقف فقط عند الحفظ، لأننا كما نرى حاليا، هناك من يحفظ القرآن الكريم ولا يفهم المعانى القرآنية، فالجماعات المتطرفة تقتل وتدمر وتوظف الدين لخدمة أغراض معينة، ولا يفهمون المعانى والقيم الأخلاقية فى القرآن الكريم. وكيف ترى التناقض فى تصرفات الجماعات التى ترفع شعارات دينية وتقتل وتدمر باسم الدين؟ الإسلام هو دين البناء والسلام وحفظ الدماء والأموال والأعراض، ومقاصد الشريعة الإسلامية تقوم على ذلك، ولابد أن يدرك الجميع أن الشريعة الإسلامية حملت لنا الكثير من التعاليم التى تنظم العلاقة بين الناس، والمؤكد أن تصرفات هذه الجماعات تتناقض مع تعاليم الشريعة، والإسلام برئ من كل هذه التصرفات التى تصدر عن أشخاص لا يفهمون معانى القرآن الكريم، ولذلك نقول إن العلماء والدعاة هم الذين يوضحون للناس حقيقة هذه التصرفات، وعلى الجميع أن يأخذ الرأى من العلماء وليس من الذين يوظفون الدين لتحقيق أغراض خاصة، والحق سبحانه وتعالى يقول «وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً»، وهنا لابد من تصحيح الخطاب الدينى ليعم الفهم الصحيح، ونواجه هذه الأفكار المتشددة، وهناك مسئولية كبرى تقع على عاتق الدعاة لتصحيح المفاهيم، ومواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، لبيان حقيقة هذه الجماعات. وما سبل حماية الشباب من خطر هذه الجماعات؟ حماية الشباب من التطرف والإلحاد والأفكار المتشددة، يكون من خلال بيان سماحة الإسلام وسعة أفقه، ومواجهة الحجة بالحجة والفكر بالفكر، وأعظم ما يمكن أن نركز عليه فى هذه الحالة، يتمثل فى حث الشباب على التحلى بأخلاق الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم»، وكان خلقه القرآن الكريم، والحق سبحانه وتعالى يقول «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، ولذلك ننصح الشباب بالتوجه للعلماء والدعاة المتخصصين، ولابد أن يكون هناك فهم لمعانى القرآن، التى تطالب المسلم بالتمسك بالقيم والأخلاق دون إفراط أو تفريط، كما قال الله عز وجل «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً»، والمؤكد أن حماية الشباب ضرورة للحفاظ على مستقبل الأمة، والمؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى تقوم بدورها فى هذا المجال، لأن ما يحدث من بعض الجماعات المتشددة، يؤثر بشكل كبير على الشباب، ولذلك لابد أن يكون هناك خط حماية لمواجهة هذه الأفكار المتشددة، وحماية الشباب المسلم من التطرف والإلحاد.