سوهاج محمد مطاوع: .التراث الحضاري والانساني في سوهاج مهدد بالفناء والدمار كما أن النقوش المحفورة علي جدران مقابر ومعابد اتريبس والقريبة من معابد ادفو ودندرة مهددة بالاندثار تحت جذور البصل والخيار والكرنب التي ترويها المياه وتشقها الفئوس والمعاول الحديدية لمن استغلوا فترة الانفلات الأمني. أخيرا بالاعتداء علي الاراضي الاثرية بدعوي زراعتها وتعميرها!! فقد كشفت مذكرة لمنطقة أثار سوهاج للواء عبد العزيز النحاس مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج أنه نظرا لتجرؤ بعض المواطنين في الآونة الاخيرة علي التعدي علي أملاك الدولة ومن ضمنها أملاك المجلس الاعلي للآثار وبالتحديد معبد أتريبس بنجع الشيخ حمد دائرة مركز سوهاج لمساحة تراوحت بين7 و01 أفدنة فقد تم تحرير محضر تعد بهذه الواقعة لاستمرار التعدي وزيادة المساحة المتعدي عليها تم تحرير محضر آخر بعدها باسبوع وارساله إلي الجهات المختصة لعمل اللازم حتي يمكن ايقاف هذه التعديات التي تهدد المنطقة الاثرية!! إلا أنه إمعانا في خرق القانون فقد فوجئنا انه باستخدام المعدات الثقيلة الحديثة في تسوية وتجريف الأرض. المملوكة للآثار وتشوين كميات هائلة من التربة الزراعية السوداء وذلك تمهيدا لزراعة ماتم تجريفه من أرض اثرية وتشوين كميات من الطوب الحجري الأبيض وأقامة بعض الغرف ودق ماسورة للمياه الجوفية لاستغلالها في زراعة الأرض لمساحة5 7 أفدنة نظرا لبطء الاجراءات القانونية التي اتخذت مع من سبقهم!! ولم يكتف المعتدون بذلك بل إنهم تصدوا والمفتشي الآثار ومنعوهم من معاينة التلفيات والخسائر بالمنطقة حصر مساحة التعدي قال علاء القاضي مفتش آثار الشيخ حمد إن هذه التعديات لاتبعد عن المعبد أكثر من051 مترا من الناحية الشمالية وتشكل تهديدا وأضرارا بالمنطقة الاثرية وتخالف قانون حماية الاثار رقم711 لسنة3891 وتعديلاته وفي زيادة مستمرة مشيرا إلي أن منطقة أتربيس تقع علي الضفة الغربية للنيل في مواجهة مدينة أخميم عاصمة الاقليم التاسع من أقاليم مصر العليا وتبعد عن مدينة سوهاج نحو7 كم وعن القاهرة005 كم ومساحتها03 فدانا من الحافة الصحراوية المتأخمة للارض الزراعية بنجع الشيخ حمد حتي الهضبة الغربية وهي عبارة عن تلال متباينة الارتفاع مغطاة بشقف الفخار الذي يؤرخ معظمه فيما بين القرن الخامس والقرن السابع الميلادي وأضاف ولاء مصطفي مفتش آثار بذات المنطقة أن المنطقة تحوي مقابر محفورة في الهضبة الغربية وأهمها مقبرة عمدة المدينة بسن أوزير ومقبر البروج للمدعو مري حور كما تحوي الجبانة معبد الاسكبيون( دار استشفاء) يرجع لعصر بطليموس الزمار ويتساءل سيد عبده ومحمد علي وسيد عبد الرحمن مفتشو الاثار.. هل يعقل أن تبحث البعثات الاجنبية ومنها البعثة الالمانية( جامعة توبنخن) التي تعمل بمنطقة أتربيس عن الآثار في مصر باستخدام الفرشاة والادوات الناعمة حتي لاتخدش حجرا وإذا عثرت علي قطع فخار تحملها برفق وكأنها عثرت علي كنز بينما يقوم المصريون باسخدام المعدات الثقيلة لتسوية وتجريف أرض الآثار والتعدي عليها وتحطيم ماقد يكون بداخلها من كنوز لاتقدر بمال لزراعتها؟! ولم تقتصر التعديات علي منطقة اتربيس بل امتدت إلي مناطق أخري بالمحافظة مثل كوم السلطان التي ترجع للدولة الوسطي وشونة الزبيب التي كانت تستعمل منازل لحراس الجبانات بمعبد رمسيس الثاني وأن الجعاب التي تحولي مقابر الاسرات الاولي والثانية والثالثة قد حاصرتها الزراعات من جميع الجوانب وذلك بمنطقة أبيدوس بمركز البلينا والسؤال.. هل يتدخل الدكتور محمد ابراهيم علي وزير الآثار واللواء محمد ابراهيم يوسف وزير الداخلية والسيد وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج لانقاذ التراث الحضاري والانساني قبل فوات الاوان.. أم نتركه فريسة التعديات والانفلات السائد في البلاد ويأتي يوم لاينفع فيه الندم؟!