التعصب الكروي في ملاعبنا يزداد يوما بعد يوم حتى أصبح بمثابة سرطان ينتشر في الرياضة المصرية يصعب السيطرة عليه ويهدد بكوارث مستقبلية إذا لم يتم بتره في أسرع وقت خاصة وأنه كان أحد أسباب كارثة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 شابا ضحية التعصب والجهل. والتعصب الاعمي ظاهرة لم تحدث في يوم وليلة ولم تهبط من السماء فجأة ولكنها نتيجة تراكمات كثيرة وتصرفات غير مسئولة من مسئولين ومشاحنات وإعلام مرئي و مسموع و مقروء علي السواء كلها أدت إلي ما تشهده الرياضة الآن وتنذر بعواقب وخيمة في ظل استقواء البعض بالجماهير لخدمة مصالحه. وقد شهدت صفحات التواصل الاجتماعي وأيضا الفضائيات منذ لقاء الأهلي والزمالك ما يفوق الحصر و حجم التعليقات علي وقفة رمضان و شلوت حازم إمام وما نقلته البرامج الرياضية في الفضائيات ما يزيد الموقف اشتعالا ويشعل نار الفتنة أكثر رغم أنها أحداث عادية وتحدث في العالم و تنتهي بمجرد إطلاق صفارة نهاية المباراة ولكنها عندنا تطول أياما وليالي وتستخدم مادة في البرامج لزيادة وقت البث التي وصلت إلي 8ساعات وأكثر في اليوم لتغطية مباراة في كرة القدم. والأغرب إن كل برامج الفتنة الكروية تبدأ بعبارات نبذ التعصب والتمسك بالروح الرياضية وتنتهي بوجبة تعصبية حادة طبقا لأهواء مقدم الحلقة الذي يدعي الحياد والنتيجة زيادة التعصب والاحتقان لدي الجماهير تنتهي بموجة من العنف، والجديد هو تدخل رؤساء الأندية أيضا في هذا الفساد الكروي بتصريحات ثورية وتهديدات وبيانات ثم اتهامات بممارسة النادي الآخر أعمال السحر والشعوذة لتحقيق الانتصارات وكلها تصرفات لا تليق بمسئولين كبار سواء من هنا او هناك. كل هذا يحدث و الجماهير بعيدة عن الملاعب و المباريات ولم يفكر احد فيما سيحدث عندما يسمح لهذه الجماهير بحضور المباريات في هذه الأجواء الفاسدة ولوائح ضعيفة وأياد مرتعشة تدير الرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة، نحن في اشد الحاجة إلي ميثاق شرف يوقع عليه كل من له علاقة بالكرة المصرية يلزم خلاله كل مسئول بعدم التعرض للمنافسين بالقول أو الفعل واستخدام الإعلام بجميع فروعه في نشر التعصب وإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في ملاعبنا وان يكتفي بالكلام عن فريقه وناديه فقط لاغير وان تلتزم البرامج الرياضية بالميثاق الإعلامي و إعادة الوسط الرياضي إلي ما كان عليه في الماضي عندما كان الإعلام عبارة عن قناة واحدة وثلاث صحف يومية . لمزيد من مقالات عادل أمين