مع بداية الموسم الكروي الجديد وانطلاق مباريات الدوري العام لكرة القدم مازالت أصابع الإتهام تشير إلي معظم القنوات الفضائية الرياضية بمسئوليتها الكاملة عن إثارة الجماهير ودورها في غرس التعصب بعيدا عن الروح الرياضية التي كان من المفترض أن تكون هدفا تسعي إلي نشره بين المشاهدين, كما يقول الكابتن عصام عبدالمنعم رئيس تحرير الأهرام الرياضي ويضيف: إن كثيرا من القنوات التي تطلق علي نفسها( رياضية) هي مصدر رئيسي للتعصب الكروي الذي ينتج عن( جهل) من يقدمون برامجها وتعمدهم الخروج عن النص الأخلاقي في اللغة التي يخاطبون بها الرأي العام بحثا عن الشهرة والنجاح اللذين يتحققان علي أنقاض الضوابط التي تنظم عمل مقدم البرامج الحقيقي الفاهم لأصول المهنة وليس من كانت كل مؤهلاته أنه كان لاعب كرة سابق, وأعتقد أن المسمي المناسب لها يمكن أن يكون( قنوات الدوري العام) فجميعها تعرض مبارياته فقط وتركز علي سلبياتها مما يشعل نيران الفتنة بين جماهير الأندية التي تمثل الشعب المصري كله, فمن المستفيد من ذلك؟ يرد الكابتن مصطفي يونس علي السؤال ويقول: إن الفتنة بين جماهير كرة القدم هي بحق( خراب) علي الوطن لأن الإعلام الرياضي المرئي أشد في تأثيره عليهم من الوسائل الأخري وللأسف الشديد فإن معظم القنوات الرياضية ترتكب( جريمة) عندما يلجأ مقدمو برامجها إلي( التسخين) لتحقيق نسبة مشاهدة عالية وجذب المعلنين عن طريق عرض اتهامات الفاشلين لغيرهم مع نقل تجاوزات المدرجات علي الهواء وتكرار إعادتها مرات كثيرة مما يؤدي إلي الإحتقان والتربص ثم الاشتباكات بين الجماهير والعنف في الملاعب أو خارجها نتيجة لما تقدمه معظم القنوات الرياضية من تعصب صريح بدلا من نشر المحبة بين الملايين من جماهير كرة القدم. ويؤكد د.عبدالله زلطة رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها أن نسبة كبيرة من القنوات الرياضية لا تلتزم بالمبادئ الأساسية للعمل الإعلامي حيث تخصص إرسالها بالكامل لكرة القدم مع اختيار فريق من مقدمي البرامج لا علاقة لهم بالإعلام يقومون بشحن الجماهير بلا أي شعور بالمسئولية وعدم إلتزامهم بمواثيق الشرف الإعلامي التي في غيابها يحدث الإنفلات الإعلامي وينفجر التعصب الأعمي الذي يدمر في طريقه الروح الرياضية, وحتي لا يحدث ذلك يجب التصدي لتلك الفوضي بوقفة جادة ضد مصادر التعصب الجماهيري قبل فوات الأوان وأهمها معظم قنوات الرياضة. أما د.سامية خضر أستاذ علم الإجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس فتري أن التعصب يشبه( الميكروب) الذي يؤثر علي سلوك الإنسان في جميع تصرفاته عندما يصيبه من معظم القنوات الرياضية التي يزيد عددها يوم بعد يوم وتبحث عن الإختلاف عن غيرها فتقدم جميعها( كوكتيل) واحدا من السلبيات والشائعات والأزمات المفتعلة فيحدث الشغب بين الجماهير الذي ينتقل بالعدوي من الشاشة إلي الواقع وفي ظل عدم وجود خطاب إعلامي إيجابي منها فالخطر علي المجتمع سوف يظل قائما يهدد الجميع. وفي النهاية يبقي السؤال باحثا عن إجابة: هل تطفئ دموع الندم نيران التعصب الكروي إذا اشتعلت و احترقت بها الجماهير إذا استمرت معظم قنوات الرياضة في إثارتهم مع انطلاق مباريات موسم الدوري العام الجديد؟