تشهد الحياة الزوجية المعاصرة عدة منغصات ومشاكل نتيجة عدم خبرة ودراية وممارسة عملية في المنزل أو المعرفة بالطبخ وإعداد الطعام من قبل الكثير من الزوجات الحديثات، فيلجأن إلى «الدليفرى» في شراء كافة احتياجاتهم المنزلية والأسرية وخاصة في الطعام والمكواة و تنظيف المنزل وغير ذلك من شئون الأسرة الأخرى، وذلك لأن كثيرا من الأمهات والأسر لايهتمون بتعليم بناتهم أو –أولادهم- منذ الصغر تجهيز وإعداد أنواع الطعام والتدبير في المنزل، لذلك تحدث المشاكل والصدامات و تكثر حالات الطلاق والانفصال في الشهر الأول أو الشهور الأولى من الزواج والارتباط، وذلك عندما يعتمد الزوجان على طعامهما من الدليفرى ويشتاقان الى مذاق طعام المنزل،ويجد الزوج أن الزوجة تعتمد اعتمادا أساسيا على "الديلفرى" فى كافة شئؤن حياتها ويعرف أنها ليست لها دراية بأى أعمال البيت، الأمر الذي يكلفه ماديا فوق طاقته وإمكانياته المادى – فى الوقت نفسه يكون غير معتاد "على أكل الشارع" أو "الدليفرى"، فيكون الطريق الأسهل أمامه طلاق زوجته وشريكة حياته لأنه لازال ومن وجهة نظره: عازبا يعيش على "الدلفرى"! وحول هذه القضية يؤكد محمد سعد أحد الأزواج الذي عاش نفس التجربة أن العيب ليس عيب الفتيات حديتي العهد بالزواج وإنما المسئولية الكبرى على والدتها وأسرتها التي لم تعلمها أي شيء عن أعمال المنزل، ومثل هذه الزوجة لاتعمر ولايفيد معها قول، لأنها تعودت على الراحة وعدم تحمل المسئولية، وتعتبر "الدليفرى"هو الأسهل والأريح ولايهم من سيدفع فاتورة غلائه؟ ولكن ماذا تفعل الزوجة فى زوج يحب أن يأكل من يدى زوجته "ونفسه فى طعامها"، الذى لايجده فى المحلات التى ترسله الى منزله دون مذاق مميز، وبالتالى لايشعر بوجودها فى البيت ووقوفها بجواره لغلو ثمنه وضيق ذات اليد!! وخالد عبد الرحمن زوج لثلاثة أبناء قال اننى قبل الزواج سألت جيدا عن أم زوجتي إن كانت تطهو جيدا أم لا ؟ ومهما ادعى المتحذلوقون فنحن دائما مانسأل هذا السؤال : فالطريق الى قلب الرجل معدته !.. والمائدة هى التى تجمع الأسرة الكبيرة -أهل الزوج والزوجة- ثم تجمع الأبناء مع الآباء ثم مع الأحفاد، ولا أحد ينكر دور الطعام فى لم شمل الأسرة، وذلك لن يكون بالطبع له طعم "بالدليفرى" ، ولذا يكون الزواج بالتى لاتعرف الطهى مستبعدا أو شبه مستحيل، ولأن المثل يقول "حط القدرة على فمها تطلع البت لأمها " فان الأم المدبرة التى تتحمل مع زوجها المسئولية، لابد أن تكون ابنتها كذلك.. والعكس صحيح، .. فالزواج أولا وأخيرا مسئولية تحتاج لشطارة زوجة لاتعتمد على "الدليفرى". أشرف خيرى زوج وأب لشابين يقول: أن على الأمهات تعويد بناتهن على أعمال البيت والطبخ والتدبير والتوفير حتى يصبحن زوجات وأمهات ناجحات، لأن معظم الشباب فى هذه الأيام وهذا العصر لايقوون على شراء احتياجات البيت "بالدليفرى"، وذلك لأن رواتبهم غالبا محدودة ، فلابد أن يحدث الطلاق أذا أصرت الزوجة على ذلك. وقالت هند ُ.غ زوجة حديثة نعم هناك فتيات وزوجات لايعرفن شيئا عن أعمال البيت والطبخ وهذا نتيجة دلع الأمهات لبناتها بدعوى أنها لا تريد لهن التعب، فقد تبحث الأم عن عريس لابنتها لايطلب منها أى مسئوليات منزلية، ومثل هذه الزوجة لاشك أن حياتها الزوجية قصيرة ولاتطول لأنه لايوجد زوج مهما كانت إمكانياته المادية يقبل بهذا كأسلوب بحياة معتاد. ومن جانبها قالت صفاء فرحات أم لثلاثة أولاد وبنت إن والدتي علمتنى منذ الصغرالوقوف بجوارها فى المطبخ، ودربتنى جيدا على أعمال البيت وفن الطبخ، فكانت أمورى الزوجية مستقرة الى حد كبير لعلمى أن الزواج مشاركة ومسئولية. وتقول زبيدة الشاعر أم لثلاثة شباب أن العصر وظروف الحياة اختلفت وأصبح هناك فجوة كبيرة بين جيل الزوجات فى الماضي وبين زوجات الجيل الحالي، فقديما كانت الزوجة تقوم بجميع شئون البيت إلى جانب تربية الأبناء تربية فاضلة وكانت صابرة واقفة بجوار زوجها حتى تتحسن ظروفه المالية والاقتصادية دون شكوى أو ملل، أما الزوجات اليوم فلايردن أن يتعبن مع أزواجهن أو يصبرن على ظروفهم المادية، وانما تريد زوجا قادرا ماديا يلبى لها جميع طلباتها من خلال "الدليفرى" مهما كلفه ذلك من مال ولا تسأل من أين يدبرلها ثمن احتياجاتها وطلباتها التى تفوق قدرته المادية ولذلك تفشل معظم الزيجات ويحدث الانفصال فى الشهور الأولى من الزواج. وحول موقف الشرع الاسلامى من هذه القضية يؤكد الدكتور مبروك عطية أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر والداعية الاسلامى المعروف أن الأصل فى الشريعة الإسلامية أن الزوجة مصونة مكرمة ودورها هو رعايتها لزوجها وأولادها وتربيتهم التربية الإسلامية التى تعينهم على الارتقاء بمجتمعهم فى مختلف المجالات وأن تقف الى جوار زوجها وتسانده إن كانت قادرة ولها ذمة مالية مستقلة كما فعلت ذلك السيدة خديجة بنت خويلد وهى الزوجة الأولى للرسول صلى عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام فى خدمة أهله وبيته وزوجته، فالحياة مشاركة بين الزوج والزوجة وليست حلبة صراع فيها منتصر ومنهزم وإنما وصفها الله تعالى بالمودة والرحمة، وأضاف مبروك :أنه لايجوز للزوجة أن تطلب من زوجها مالا طاقة له به مادام غير قادر على الوفاء بهذه الطلبات و الاحتياجات من "الدليفرى" أو غيره من الطلبات التى يمكن تدبيرها أو إعدادها فى البيت، أما إذا كان قادرا وكانت هذه رغبته فله أن يبلى طلب زوجته مادامت هذه رغبته ويسعد الأسرة ويشيع بها جوا من السعادة والمودة . وأكد الدكتور إسماعيل عبد الرحمن العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الازهر أنه يجب على الزوج الذى قدر له الزواج بزوجة ليس لديها خبرة فى أعمال البيت والطبخ أن يصبر عليها، ولا يلجا إلى طلاقها، لأن الطلاق ليس أمرا هينا سهلا وبه تحدث مشكلات عائلية وأسرية وإجتماعية تهدد سلامة واستقرار المجتمع وان يحرص على تعليمها وتدريبها من خلال أقاربها أو أقاربه أو توفير كمبيوتر أو جهاز شخصى يسمح لها بالدخول على النت للتعلم منه أعمال البيت والطهى،.. وغير ذلك وأن يصبر عليها ويبتغى الأجر من الله تعالى،.. وهى فى هذه الحالة ستقدر له هذا الصنيع وتجتهد لتكون عند حسن ظنه بها وعلى هذه الزوجة ألا تطلب منه مالا يستطيع تدبيره أو يكون فوق قدرة راتبه أو دخله الشهرى وأن تدعوه دائما إلى تحرى الحلال في مأكله ومطعمة وملبسة وألا يطعم الأسرة إلا من الحلال كما كانت تفعل ذلك إحدى الصحابيات حيث كانت تستحلف زوجها كل يوم وهو يتأهب للخروج للعمل والسعي إليه فتقول: اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من حلال ".