لقى 30 شخصا مصرعهم على الأقل، وأصيب مائة آخرون فى انفجار هز مدينة شانلى أوروفا جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، قرب الحدود السورية. وبثت قنوات التليفزيون التركية لقطات لتناثر أشلاء الضحايا على أرضية حديقة المركز الثقافى التابع لبلدية شانلى ارورفا ذات الغالبية الكردية، وهو المكان الذى شهد الانفجار. كانت لقطات سيلفى التقطت لنشطاء أكراد شباب وفتيات وهم يجتمعون حول مائدة كبيرة وسط الحديقة قبل لحظات من حدوث الانفجار الذى قيل إنه ناجم عن عملية انتحارية وصفتها وزارة الداخلية التركية على الفور بأنها عمل إرهابى، واتجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، علما بأن موقع الانفجار يبعد عشرة كيلومترات فقط من عين العرب السورية، أو «كوبانى». وقد هرع عدد من المسئولين الأتراك يتقدمهم ثلاثة وزراء فى حكومة العدالة والتنمية المنتهية ولايتها لتفقد موقع الانفجار. وانتقدت المعارضة التركية على الفور الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات التركى وحملتهم مسئولية تلك الأعمال الإجرامية. كانت أصوات أحزاب وقوى سياسية قد اتهمت الحكومة بغض الطرف عن متشددين تابعين لتنظيم «داعش» يعيشون على الأراضى التركية. وغالبا ما تحمل السلطات الأمنية منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية المسئولية عن العمليات الإرهابية التى تشهدها تلك المناطق، غير أن أنباء أشارت إلى احتمال قيام عناصر من عين العرب السورية والمعروفة باسم «كوبانى» بهذا العمل الإرهابى. يأتى هذا فى الوقت الذى ذكرت فيه مصادر أمنية تركية أنه تم اعتقال ما يزيد على 500 شخص حاولوا عبور الحدود مع سوريا. وقالت رئاسة الأركان العسكرية، فى بيان لها على موقعها الإلكتروني، إن وحدات قيادة القوات البرية اعتقلت 488 شخصا كانوا فى طريقهم إلى سوريا عبر الحدود، إضافة إلى 26 شخصا أثناء قيامهم بدخول الأراضى التركية، دون أن تفصح عن جنسيات المعتقلين. وتتهم بعض البلدان الأوروبية، إضافة إلى الولاياتالمتحدة، أنقرة بالتساهل حيال الشبكات التى تنقل متطرفين أجانب إلى سوريا للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابى، الأمر الذى رفضته الحكومة التركية بشدة. على صعيد آخر، ألقت وحدة مكافحة الإرهاب فى اسطنبول القبض على خمسة أشخاص يشتبه فى صلتهم بمنظمة حزب العمال الكردستانى «فرع الشباب»، وذلك عقب عملية اقتحام وتفتيش لعدد من المنازل والأماكن فى أحياء سلطان غازى وأوكميدانى وآسن يورت وسط اسطنبول. وسياسيا، وجه أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، تعليمات إلى كل رؤساء افرع الحزب بعموم البلاد بالاستعداد لانتخابات مبكرة رغم المفاوضات الجارية لتشكيل ائتلاف مع أحد الأحزاب السياسية. فى سياق متصل، أكد زعيم حزب الشعب الجمهورى كمال كيتلش دار أوغلو بتصريحاته الخاصة لصحيفة «سوزجي» أن حزبه لن يتخلى عن محاسبة المتورطين بالفساد. وأضاف أن هذا أحد شروط حزبه الرئيسية للمشاركة فى الحكومة الائتلافية القادمة، مشددا على أنه إذا غض النظر عن هذا الشرط سيعنى آنذاك غلق حزبه بدلا من مواصلة عمله السياسى.