من حق الدكتورة ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة، أن يكون لها حياتها الخاصة ، وأن تقضى إجازة العيد كيفما شاءت ، وأن تستجم فى منزلها وتزورأهلها وأصدقاءها وتستقبلهم إحتفالا بعيد الفطر .. ومن حقها أيضاً أن تحرص كزوجة على ألا تؤثر مسئولياتها على إستقرار حياتها الأسرية، وأن تقوم بشراء كعك العيد رغم "تفضيلها الكعك البيتى، لأنه له طعم تانى" أما نحن فليس من حقنا أن نعترض على أن الوزيرة ترى، أنها "ست بيت بدرجة امتياز، وأن زوجها يحب الملوخية بالأرانب وجميع أنواع المحاشى" ، وأنها تعطى أطفال العائلة "عيدية"، لشراء الحلوى والبالونات واللعب، وأنها تحرص على زيارة قبر والدها . كل هذا من حق السيدة الوزيرة وأكثر، فهى فى النهاية مواطنة مصرية ، وسيدة تحمل مسئولية أسرة ، قبل أن تكون مسئولة وشخصية عامة فى هذا البلد لكن أيضاً من حقنا نحن أن نتساءل : "وإحنا مالنا " بما أوردته لنا معالى الوزيرة ، عن حياتها الشخصية ، دون مناسبة ، ودون سؤال من أحد ، عندما تطوعت هى وكتبت لنا هذه التفاصيل الشخصية ، فى بيان رسمى خرج عن وزارتها أول أيام العيد ! الغريب أن بيان السيدة الوزيرة لم يتطرق إلى حياتها الشخصية فقط ، بل تحدث عن زملائها بالوزارة دون وجه حق منها ، فهى أشارت فى بيانها إلى أن " كل وزير بدأ فى تكييف نفسه على قضاء الإجازة حسب رغبة الأسرة ، فالبعض منهم فضل السفر خارج القاهرة للاستمتاع مع أسرته سواء في قريته أو فى الساحل الشمالي أو العين السخنة، وأخرون فضلوا الاستجمام بالمنزل وزيارة الأهل والأحباب التي يعجز عن تلبيتها نتيجة المنصب الوزارى" فى الحقيقة إن مافعلته الوزيرة هو "أمرمستفز"، ليس فقط لقطاع العمال الذى تتولى مسؤوليته، ويواجه مشكلات كبيرة فى الوقت الراهن منها أزمة الجامعة العمالية، ومشروع قانون النقابات العمالية وقانون العمل، ومسألة الحد الأدنى للأجور، والعمالة غير المنتظمة ، وغيرها من المشكلات ، ولكن أيضاً لأمثالنا من المواطنين ، لأنه يأتى خارج السياق العام للحالة السياسية والإقتصادية التى تمر بها البلاد ، والتى لاتسمح بالخوض فى أحاديث "الملوخية بالأرانب والمحاشى والكعك البيتى، والعيدية وزيارة القبور " فى بيان رسمى يخرج عن وزيرة ، فى حكومة تصف نفسها بأنها حكومة حرب! لقد كان أولى بمعالى الوزيرة أن تصمت إن لم يكن لديها جديد، حول مشكلات من يتعاملون مع وزارتها ، أو على الأقل تُشعرهم أنها معهم ، وتحس بهم وبأحوالهم ، بدلاً من أن تُذكرهم أن زملاءها من الوزراء وأعضاء حكومتها يقضون إجازتهم فى الساحل والعين السخنة ، بينما هُم لايجدون إلا أدنى حدود العيش ، ورُبما حتى لايجدوها ! إن عدم إحساس الوزيرة بما يمكن أن يسببه مثل هذا البيان المُستفز وسط قطاع العمال،وثقتها بأن أحداً لن يحاسبها عليه،رُبما يكفى وحده لإقالتها من موقعها. عندما يتحول وزراءنا إلى الحديث عن الملوخية والمحاشى لابد أن نقول وبأعلى صوت " أفيقوا يرحمكم الله" ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى