حقق مقاتلو «المقاومة الشعبية» التى تضم الفصائل الموالية لحكومة الرئيس اليمنى المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادى أمس، تحولا نوعيا فى مسار المواجهات مع الميليشيا الحوثية وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح ، فقد تمكنوا من السيطرة على مطار عدن وعلى أجزاء من المدينةالجنوبية فى إطار عملية عسكرية يدعمها التحالف العربى لإخراج الحوثيين من المدينةالجنوبية. وذكرت مصادر يمنية سياسية وعسكرية متطابقة من معسكر الرئيس هادى أن قوات يمنية مدربة فى السعودية فى القتال على الأرض ضمن عملية برية وجوية وبحرية تشارك فيها مقاتلات وبارجات التحالف أطلق عليها اسم «السهم الذهبى» لتحرير عدن . وأكد مصدر عسكرى أن المقاومة الشعبية استعادت مطار عدن بالكامل وأجزاء واسعة من منطقة خور مكسر بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح خلفت عشرات القتلى والجرحى .وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن مقاتلى المقاومة نجحوا فى إخراج الحوثيين وقوات صالح من مناطق جزيرة العمال وساحة العروض ومعسكر بدر وحى القنصليات ومبنى كلية التربية، وكلها مواقع داخل حى خور مكسر الرئيسى فى وسط عدن. وأكدت المصادر أن مسلحى المقاومة الشعبية قاموا بعمليات تمشيط واسعة النطاق، وهم مزودون بعربات عسكرية ومصفحات حصلوا عليها من التحالف العربى الذى تقوده السعودية بهدف استعادة السيطرة على عدن من الحوثيين ، وهو ما يعد أكبر تقدم يحققه المقاتلون المناوئون للحوثيين منذ أن دخل المتمردون الشيعة الى مدينة عدن فى نهاية مارس الماضى. وفى تفاصيل العملية، أكدت مصادر عسكرية وسياسية متطابقة لوكالة فرانس برس أن العملية انطلقت أمس بإسناد بحرى وجوى مباشر من قوات التحالف لاستعادة السيطرة على خور مكسر ومنطقة المطار فى مدينة عدن ، مشيرة الى أن المعارك العنيفة بدأت عند الخامسة فجرا بالتوقيت المحلى واستغرقت أكثر من خمس ساعات شن خلالها طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح فى منطقة العريش والممدارة ومطار عدن وجزيرة العمال وجبل حديد. وأفادت مصادر عسكرية فى «المقاومة الشعبية» أن قائد الحوثيين فى خور مكسر ناصر على السالمى المكنى بأبى عارف، قتل فى هذه المواجهات كما قتل العشرات من الحوثيين وعناصر الحرس الجمهورى السابق الموالين لصالح. وأكد مصدر عسكرى ميدانى موالٍ لهادى أن بوارج بحرية تابعة للتحالف قصفت تجمعات لمسلحى الحوثى وموالين لصالح فى منطقة العريش شرق عدن وفى الطريق الساحلى بخور مكسر ومدخل مدينة كريتر، كما أشار الى أن طيران التحالف وبوارج بحرية دمرت مواقع ميليشيات الحوثيين فى جزيرة العمال. من جانبه، قال محمد على مارم، مدير مكتب الرئيس هادى لوكالة فرانس برس الموجود بعدن، إن هذه العملية أطلق عليها اسم السهم الذهبى لتحرير عدن، لافتا الى أن الرئيس هادى يتولى الإشراف مباشرة على تنفيذ هذه العملية من غرفة العمليات فى الرياض. وأضاف أن عملية السهم الذهبى تسير وفق خطة محكمة صادق عليها الرئيس هادى وهو يتابع كل العمليات على الأرض ويوجه القادة العسكريين وقادة المقاومة. وأوضح مصدر عسكرى فى عدن أن قوات عسكرية يمنية دربت أخيرا فى السعودية شاركت بقوة فى القتال مع المقاومة الشعبية ضد ميليشيا الحوثى وصالح فى منطقة العريش ومعسكر الصولبان شمال مطار عدن ، موضحا أن هذه القوات تمكنت من طرد الحوثيين من هذه المواقع، كما أغلقت الطريق المؤدى من الشيخ عثمان فى الغرب إلى مطار عدن لمنع وصول أى إمدادات عسكرية، وتم تطهير خور مكسر. فى تلك الأثناء، استمرت أعمدة اللهب بالتصاعد من أنابيب النفط داخل مصفاة عدن الحكومية بغرب المدينة بسبب تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الحوثيين وقوات صالح.ولم تتمكن فرق الدفاع المدنى حتى الساعة من محاصرة النيران التى تهدد خزانات مجاورة مما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية. وقال مسئول الاعلام فى المصافى ناصر شايف إن القصف على المصفاة أصاب أنابيب التوزيع وباحة المصافى ومركبات تابعة للشركة ومنزل أسرة بجوار المصفاة ونتج عنه مقتل امرأة حامل وجرح بقية أفراد الأسرة بينهم أطفال ، وتعاون سكان البريقا، وهو الحى الذى توجد فيه المصافى، مع فرق الدفاع المدنى على إخماد النيران. وفى المحور الغربى لمدينة عدن، هدأت الاشتباكات بعد انسحاب الحوثيين وحلفائهم من نقطة مفرق الوهط المخاء باتجاه محافظة لحج المجاورة.وقد سيطر مسلحو «المقاومة الشعبية» على المنطقة بحسب مصادر متطابقة. وفى غضون ذلك، استهدف طيران التحالف بغارات مكثفة قاعدة العند ومعسكر لبوزة ومواقع للحوثيين فى محافظة لحج الجنوبية المجاورة.كما ذكرت مصادر من الحوثيين ان طيران التحالف استهدف صباح أمس ايضا كلية الطيران والدفاع الجوى غرب صنعاء ومعسكرى النهدين والحفاء جنوب وشرق المدينة، وهما معسكران تابعان للقوات الموالية للرئيس السابق على صالح. وفى موسكو، ذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنها أرسلت طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى صنعاء ، وعلى متنيهما أكثر من 46 طنا من المواد الغذائية . وفى الوقت نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنها نقلت إمدادات طبية لإنقاذ الأرواح إلى مدينة عدنبجنوب اليمن، حيث أصبحت معظم المنشآت الصحية «غير عاملة» بسبب القتال والنقص الحاد فى الإمدادات. وأضافت فى بيان أنها جلبت 46٫4 طن من الأدوية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحى لأكثر من 84 ألف شخص.