أنقرة- وكالات الأنباء: بدأت أمس في تركيا محاكمة تاريخية لاثنين من قادة انقلاب الجيش الذي شهدته البلاد منذ32 عاما وهما الرئيس التركي الأسبق الجنرال المتقاعد كنعان ايفرن-94 عاما- والذي يرمز لحقبة هيمن فيها الجيش علي السياسة التركية وقائد القوات الجوية سابقا تحسين شاهين كايا-87 عاما-وذلك عن دوره في قيادة انقلاب12 سبتمبر عام.1980 يواجه الجنرالان السابقان تهم وقف العمل بالدستور وحل البرلمان كليا أو جزئيا بالقوة, وفي حالة إدانتهما, يمكن أن يتلقيا حكما بالسجن مدي الحياة. وذكرت التقارير أن محامي إفرين قدم أوراقا مفادها أن المحكمة لا تمتلك الحق في محاكمة موكله. ولم يمثل ايفرن أمام المحكمة نظرا لوهن صحته, وكان مكتب الادعاء قد قال إنه يمكن أن يستمع إلي شهادتي ايفرن وشاهين كايا عبر دائرة الفيديو المغلقة. واحتشد الآلاف من المتظاهرين وأغلبهم من المنتمين إلي اليسار أمام المحكمة وهم يلوحون بالرايات ويطالبون بالعدالة وألا تقتصر المحاكمة علي قادة الانقلاب فقط.كما وقفت أيضا مجموعة صغيرة من الضباط السابقين المسنين الذين سرحوا من الجيش لرفضهم المشاركة في الانقلاب. وقال النائب سيزجين تانريكولو من حزب الشعب المعارض إنه هذه محاكمة تاريخية خلال تاريخ تركيا المعاصر, لكنها يجب ألا تكون رمزية. وتم إعدام50 شخصا واعتقال نصف مليون وتوفي المئات في السجون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري بعد انقلاب12 سبتمبر.1980 وكانت محاكمة ايفرن غير متخيلة قبل سنوات معدودة وسيتابعها عن كثب مئات من ضباط الجيش من بينهم قادة سابقون وفي الخدمة يحاكمون حاليا لاتهامهم بالاشتراك في مؤامرة انقلاب مزعومة ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وقال ايفرن إنه غير نادم علي الانقلاب مجادلا بأنه أعاد النظام إلي تركيا بعد سنوات من الفوضي قتل خلالها خمسة آلاف شخص في أعمال عنف اندلعت بين اليمين واليسار. وانضمت حكومة أردوغان والبرلمان والمعارضة إلي350 فردا وجماعة علي الأقل بوصفهم مدعين في القضية كأطراف متضررة مما يعني أن شكاواهم ستوضع في الاعتبار خلال المحاكمة ومرحلة إصدار الحكم المحتمل.