بعد معركة الكرامة في اكتوبر 73 والنصر العظيم الذي تحقق على العدو الاسرائيلي وتحرير ارض سيناء الغالية، كان هناك تقييم لما تم خلال تلك المعركة والمعارك الصغيرة التي تمت في مواقع مختلفة، جسدت فيها العسكرية المصرية أروع البطولات التي مازالت تدرس في كبريات المعاهد العسكرية، واستخلص جميع الباحثين من القوات المسلحة ان السبب الحقيقي لهذا الانتصار يعود الى الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها جميع الافراد على كافة المستويات، والتي وصلت بهم الى حسم المعركة، وتم تعريفها بروح اكتوبر. ظلت روح اكتوبر تتغلغل داخل العقيدة العسكرية المصرية فجميع القادة عندما يتحدثون مع جنودهم او الاقل منهم رتبة فهم يتحدثون دائما عن روح اكتوبر والنصر الذي تحقق، في ظل ظروف غاية في الصعوبة ولكن العزيمة العسكرية للجنود هي التي حققت النصر. وكل يوم يمر علينا في الوقت الحالي تؤكد فيه القوات المسلحة ان روح اكتوبر هي صلب العقيدة العسكرية المصرية لايمكن ان تنفصل عنها لانها بالفعل مفتاح نصر اي معركة، فلا يمكن لجيش يمتلك اعتى الاسلحة والمعدات، وعلى الجانب الاخر لا يمتلك روحا معنوية فبالطبع سيخسر معركته. ما حدث في سيناء خلال العمليات العسكرية الأخيرة دليل واضح على الروح المعنوية العالية التي يتميز بها عناصر القوات المسلحة المصرية في جميع النقاط التي تم عليها الهجوم الارهابي، وما حدث من صد لهذا الهجوم ومطاردة الارهابيين وقتلهم لهم وتنفيذ العديد من البطولات التي ستذكرها العسكرية المصرية وستقوم بتدريسها في المعاهد العسكرية، ولكن الحقيقة تتجسد في روح اكتوبر العزيمة والقوة والصبر والمثابرة وعدم ترك السلاح الا في حالة الاستشهاد . لقد شهدت ارض سيناء على مدى تاريخها تضحيات وبطولات لابناء الجيش المصري العظيم للحفاظ على كل حبة تراب مصرية وبخاصة شبه جزيرة سيناء المستهدفة من قوى متعددة واخرها العناصر الارهابية التي يتم تمويلها من الخارج من اجل محاولات بائسة لضرب الجيش المصري او الحاق اي نصر واه. لقد حققت روح اكتوبر النصر في حرب العزة والكرامة ومن بعدها بطولات كثيرة تحققت، ويجب ان نعلم ان جميع المشروعات الكبرى التي تنفذ داخل الدولة المصرية في مواعيدها والمثل الاكبر في قناة السويس الجديدة يؤكد ان «روح اكتوبر» في كل فرد من افراد القوات المسلحة فالانجازات التي تتحقق على الارض لا تتم الا بروح معنوية عالية، بل أنها تمثل وجدانه. هذا مايميز الجيش المصري عن جميع جيوش العالم الاخرى مهما عظمت قوتها، فلدى المصريين عقيدة وعزيمة ورسالة وروح قتالية عالية، لقد تابعت بنفسي منذ سنوات طويلة العسكرية المصرية وتميزها خلال مشاركتها في قوات حفظ السلام خارج مصر ومدى الانبهار الذي يبدو على قوات الدول الاخرى من اداء القوة المصرية، وكذا في التدريبات العسكرية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة ، فالجندي المصري في التدريب كما هو في الحرب، وبالطبع فهو يظهر كفاءة واضحة عن نظرائة في القوات الأخرى. كل ما سبق سرده دليل واضح على العقيدة العسكرية التي تاتي في صلبها روح اكتوبر المجيدة التي ستظل قواتنا المسلحة تسير عليها ولن تفرط فيها، فهي الطريق الدائم للنصر. [email protected]