اهتم الإسلام بصلة الرحم، وأمرنا بوصلها، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بأصبعه السبابة والوسطي»، فهل هناك فضل أعظم من ذلك ؟، وهل هناك منزلة أعظم من مرافقة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الجنة ؟ فليبادر كل إنسان برعاية الأيتام وتقدم يد العون لهم، وفى هذه الأيام المباركة، على المسلم أن يتواصل مع الأهل والأقارب، لأن صلة الأرحام من أعظم الطاعات، فهى تزيد الرزق وتطيل العمر، وعلى الإنسان أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، وكذلك عليه أن يبدأ بمودة الفقراء والمرضى من الأقارب، لأن هؤلاء هم الأولى بالرعاية . علماء الدين من جانبهم أكدوا أن رعاية الأيتام ليست مادية فقط، لأن اليتيم فى حاجة للعطف والحنان، وكل إنسان يستطيع أن يفعل ذلك على قدر استطاعته، فالكلمة الطيبة والتعامل الحسن ومسح رأس اليتيم، والتخفيف عنه ربما يكون له تأثير على اليتيم أقوى من المال، لأنه يشعره بحنان الأب والأم، وإذا كان هذا جزاء العطف على الأيتام، فليعلم كل من يعتدى على اليتيم قول الله « فأما اليتيم فلا تقهر»، ولذلك لا بد أن تمتد يد الشفقة والرحمة لتمسح أحزان الأيتام وتخفف عنهم شدائد الدنيا . فضل صلة الأرحام وأكد الشيخ إبراهيم حافظ من علماء الأزهر أن صلة الرحم تزيد فى العمر وتبارك فى الرزق أخرجه البخارى ومسلم عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من سره أن يبسط له فى رزقه وأن ينسأ له فى أثره فليصل رحمه) (متفق عليه)، وينسأ تعني: يؤخر له فى أجله ويزاد له فى عمره، وعن عائشة رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن فى الأعمارب أخرجه الإمام أحمد، وثواب صلة الرحم عظيم، وحذر من قطيعة الرحم، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، حذر من خطورة هذا القطع، لما فيه من ذنوب كبيرة. ويضيف، إن لصلة الأرحام فضلاً عظيماً: فهى تحقق التعاون والمحبة بين المسلمين، وهى من علامات الإيمان، وتكون سببا للبركة فى الرزق والعمر، وكل الناس يحبون أن يوسع لهم الله فى رزقهم، ويؤخر لهم فى آجالهم لأن حب التملك وحب البقاء غريزتان من الغرائز الثابتة فى نفس الإنسان، فمن أراد ذلك فعليه بصلة أرحامه، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له فى رزقه ، وينسأ له فى أثره ، فليصل رحمه). رواه البخاري. ويرى الدكتور الأحمدى أبو النور وزير الأوقاف الأسبق، أن هذه القضية من أهم القضايا التى لابد أن يركز عليها الخطاب الديني، سواء فى شهر رمضان أو غيره، لأنها تؤدى لتحقيق المودة والرحمة بين الأهل وبين المسلمين فى المجتمع الواحد، وهنا نطالب الدعاة وخطباء المساجد بتناول هذه القضية فى الدروس الدينية، ولابد أن نحث الناس على صلة الأرحام ورعاية الأيتام، وذلك يكون بذكر الجزاء والفضل الذى ينتظر من يفعل ذك، وعقوبة من يقطع الأرحام أو يعتدى على مال الأيتام . التسامح والعطف ووجه رسالة لكل من يقطع رحمه بأن يبادر بصلة الأرحام، وخصوصا فى هذه الأيام الكريمة، موضحا أن التسامح والعطف من الأمور التى حثت عليها الشريعة الإسلامية، فالتسامح يجعل المسلم يصل من قطعه ويعطى من حرمه، والعفو يجعل المسلم يعفو ويصفح ويفتح صفحة جديدة، وينسى كل الخلافات وخصوصا مع الأهل والأقارب والجيران، مشيرا إلى أن الإسلام هو دين الرحمة والتكاتف والتعاون على البر والتقوى، والمسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر هو من هجر ما نهى الله عز وجل عنه، موضحا أن الشريعة الإسلامية تحمل لنا الكثير من النصوص، التى تحث المسلم على صلة الأرحام ورعاية الأيتام، والقرآن الكريم بين فضل صلة الأرحام ورعاية الأيتام، وكذلك بين عقاب من يقطع الأرحام ولا يعطف على الفقراء والمحتاجين، فالحق سبحانه وتعالى يقول « فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ»، وهذه دعوة للعطف على الأيتام ورعاية الفقراء . فضل صلة الأرحام وفى سياق متصل قال الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن المسلم فى شهر رمضان عليه أن يسعى لصلة الأرحام ورعاية الأيتام، والعطف على الضعفاء والمرضى والمحتاجين، لأن صلة الأرحام تزيد الرزق وتطيل العمر كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف زمن أراد أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أجله فليصل رحمه ز، وهذا الحديث الشريف يحمل الكثير من المعانى التى تدل على فضل صلة الأرحام، فهى تزيد الرزق وتطيل العمر، والحديث يحث على صلة الأرحام والتواصل مع الأهل والأقارب فى رمضان وغيره من الأشهر، لأن العبادة والتقرب إلى الله فى جميع الأوقات، وليست فى رمضان فقط، وعلى المسلم أن يبدأ أولا بالفقراء والضعفاء من الأقارب، لأن هؤلاء هم الأولى بالرعاية والعناية، كما أن هؤلاء هم الذين يحتاجون إلى المال والعطف والمساعدة، ومن المعروف أنه من بر الوالدين أن يبر الإنسان أقارب الأب والأم، ودائرة العطف والمساعدة تشمل الأقارب من ناحية الأب والأم، وكل خير يفعله الإنسان، سوف يحصل على الجزاء من الله عز وجل . ليست مالا فقط ويوضح الدكتور أبو طالب أن صلة الأرحام ورعاية الأيتام ليست بالمال فقط، ورغم أن المال والمساعدة المادية أمر ضروري، إلا أن الأقارب تحديدا فى حاجة للمال والعطف المعنوي، ومن الأفضل أن تكون هناك زيارة لبيت اليتيم والفقراء من الأهل والأقارب، لأن هذه الزيارة تخفف عنهم الكثير، وتشعرهم بأن هناك من يسأل عنهم ويهتم بأمرهم، والمؤكد أن المسلم عندما يفعل ذلك فهو يؤدى تعاليم الشريعة الإسلامية، التى اهتمت كثيرا بصلة الأرحام ورعاية الأيتام، وهذا لا يكون بالمال فقط، لكن لابد من التواصل المستمر والتعاون والتكاتف، ولابد أن نربى الأجيال الجديدة على هذه القيم الإسلامية الراقية، التى تؤدى لمجتمع متماسك مترابط، وهناك مسئولية كبرى تقع على عاتق الأئمة والدعاة فى تناول هذه القضايا فى الدروس الدينية .