فى ظل حالة التخبط والفشل الدوليين فى التصدى للإرهاب، كشفت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية عن أن دول الشرق الأوسط تتهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بالفشل فى القيام بدور قيادى استراتيجى فى الحرب المشتعلة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وأرجعت الصحيفة هذه الاتهامات إلى عرقلة الولاياتالمتحدة الجهود التى يبذلها حلفاؤها الشرق أوسطيين لتسليح الأكراد فى مواجهة التنظيم التكفيرى فى العراق. وفى ظل هذا الفشل الغربي، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن عددا من دول المنطقة أعربت عن استعدادها للتحرك بشكل منفرد لتزويد القوات الكردية بأسلحة ثقيلة، متحدية بذلك السلطات العراقيةوالولاياتالمتحدة تطالب بتمرير كل الأسلحة عبر بغداد. ونقلت الصحيفة عن مصادر مسئولة فى دول الخليج العربى قولها إن كل المحاولات لإقناع إدارة الرئيس باراك أوباما بتسليح الأكراد بشكل مباشر، فى إطار خطة أكثر عنفا للتصدى لإرهاب داعش، باءت جميعها بالفشل. وأشارت المصادر نفسها إلى أنها تبحث حاليا عن سبل جديدة للتصدى لداعش بدون الحاجة لموافقة الولاياتالمتحدة. وأوضح مصدر عربى مسئول للصحيفة - لم تذكر اسمه - أنه إذا لم تكن واشنطن والقوى الغربية مستعدة للقيام بأى شيء لهزيمة داعش، ف»سنبحث عن سبل جديدة لمواجهة هذا التهديد، فمع تقدم داعش المستمر ، فلا يمكننا أن ننتظر حتى تفيق أمريكا وتدرك حجم التهديد المهول الذى نواجهه». يأتى ذلك فى الوقت الذى دعا فيه وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون فى كلمة له أمام البرلمان أمس رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والبرلمان إلى إعطاء القوات الجوية «الضوء الأخصر» لشن هجمات ضد تنظيم داعش فى سوريا، مشيرا إلى أنه ليس هناك «قيودا قانونية» تمنع ذلك، وأن الولاياتالمتحدة وكندا والأردن تشن بالفعل هجمات جوية على داعش فى سورياوالعراق. ويأتى طلب فالون وسط قلق دولى متزايد من تمدد داعش وشنه هجمات دموية فى مناطق عديدة بالعالم، من بينها تونس وفرنسا، بالإضافة إلى تقارير مخابراتية تحذر من أن التنظيم يخطط لهجمات إرهابية كبيرة فى بريطانيا. وقال فالون إن هناك ما يكفى من الأدلة للقول إن الهجمات الإرهابية الأخيرة حول العالم، ومن بينها هجوم تونس الذى راح ضحيته 30 بريطانيا، تم التخطيط لها وتمويلها من مدينة الرقة التى أعلنتها داعش عاصمة لها فى سوريا. وتشن القوات الجوية البريطانية هجمات ضد داعش فى العراق بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، كما تحلق طائراتها بلا طيار فوق سوريا لجمع معلومات عن التنظيم الإرهابي، ولا تحتاج الحكومة البريطانية إلى تصويت البرلمان للقيام بهجمات جوية ضد داعش فى سوريا، لكن فالون قال إن البرلمان البريطانى يجب أن يصوت على القرار وستكون له «الكلمة الأخيرة». وقال فالون إنه «من غير المنطقي» أن تفصل بريطانيا بين الحدود السورية والحدود العراقية، وتمنع شن هجمات داخل سوريا على هذا الاساس، فيما أن داعش «لا تفرق بين البلدين وتتحرك بينهما بحرية» للتخطيط وتمويل عمليات إرهابية جديدة. ووفقا لمصادر بريطانية مطلعة، فإن الهجمات الأخيرة التى شنتها داعش حول العالم خططت لها قيادات داعش فى سوريا، موضحين أن داعش تستفيد من الشباب الأوروبى والشرق أوسطى الذى تم تجنيده للحصول على معلومات حول مناطقهم ومدنهم ومن يمكن تجنيده فى أوروبا أو الشرق الأوسط.