اتفق الخبراء الغربيون المتابعون للقتال داخل سوريا، التى انفتحت حدودها طوال السنوات الأربع الماضية لتدفق أعضاء منظمات إرهابية من مختلف الاتجاهات، اتفقوا على أن إيران تفتح جبهة جديدة من الأزمات على سوريا، تزيد من اشتعال الصراع الطائفى، باعتباره وسيلة للفوضى وزعزعة الاستقرار فى كل دول المنطقة، عن طريق استئجار مرتزقة وإرسالهم إلى سوريا. الأنباء التى تخرج من أفغانستان ومن إيران تقول، إن إيران تعرض آلاف الدولارات على مرتزقة من شيعة أفغانستان وباكستان للسفر إلى سوريا والقتال من أجل إبقاء بشار الأسد فى السلطة. ويقول قادة للشيعة فى كابول إن تجنيد المرتزقة فى أفغانستان يركز على قبائل هازارا، وهم أقلية شيعية أفغانية، وإن عمليات تجنيدهم تتم بتنظيم من السفارة الإيرانية فى كابول، والتى توفر لهم كل شهر مئات من تأشيرات السفر، كما يتم بث رسائل عبر الإنترنت بلغة الأردو، تعرض تسليم مبلغ ثلاثة آلاف دولار لكل فرد ينضم لقافلة المسافرين إلى سوريا. وتقول صحيفة التايمز البريطانية، إن هناك نحو مليونى أفغانى يقيمون بصورة غير قانونية فى إيران، وأن الذين انضموا منهم لدعوة إيران للقتال فى سوريا، فعلوا ذلك بعد تهديدهم بالترحيل عن إيران إذا رفضوا السفر والقتال. وعندما وقع عدد من هؤلاء المرتزقة فى يد جماعات أخرى مقاتلة فى سوريا ضد نظام بشار الأسد، قالوا إن كلا منهم حصل على مبلغ خمسة آلاف دولار، وأنهم جاءوا مباشرة من طهران ومعظمهم لم يتلق أى تدريب، وكأنهم أرسلوا إلى سوريا ليموتوا. الصحيفة الإيرانية المعارضة «شرق»، التى تغطى الأحداث الجارية داخل إيران، قالت إن البرلمان الإيرانى يبحث إصدار تعديل تشريعى يمنح الجنسية للأجانب الذين يقبلون الذهاب إلى سوريا للقتال هناك، كما أن الحكومة الإيرانية بدأت تعرض حوافز تشجيعية للأفغان الشيعة. وقد ظهر أن الذين تم أسرهم من الأفغان المرتزقة فى جنوبسوريا، على يد جماعات معارضة للأسد، هم جزء من وحدة كاملة كانت تضم 600 شخص، تقاتل دفاعا عن نظام الأسد. وذكرت مصادر من المعارضة السورية فى جبهات القتال، أنهم لاحظوا زيادة ضخمة فى أعداد المرتزقة الأفغان، وأنهم رصدوا خلال الشهور الماضية زيادة فى ميليشيات الأجانب التى أصبحت 80 % من مجموع الميليشيات الأجانب فى سوريا. أحد الشباب الأفغانى الذين تم القبض عليهم قال، إنه تطوع بعد أن أقنعوه أنه ذاهب للدفاع عن مقام السيدة زينب فى دمشق. وفى كابول قالت مصادر من طائفة هازارا الشيعية، إن مراكز أفغانية يمولها الإيرانيون بالقرب من حدود إيران، تستخدم كمراكز لتجنيد المرتزقة. وقد اهتم خبراء بمراكز للدراسات السياسية فى الغرب، مثل خبيرة شئون الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، البرفيسورة توبى دودج، بتحليل هذا التوجه الإيرانى وقالت، إن المحللين حذروا من أن التوسع فى تورط المقاتلين الذين يعبرون عن توجهات طائفية يمثل أخطارا كبيرة على المنطقة كلها. ونقلت صحيفة التايمز عن فيليب سمايس، الباحث بجامعة ميرلاند الأمريكية، الذى أجرى دراسة عن الميليشيات التى تدعمها إيران قوله، إن تجنيد مقاتلين شيعة من أفغانستان وباكستان يبعث برسالة إلى دول عربية تعتبرها إيران عدوا لها، وهو تصرف لا يبشر بخير، ولن يكون هناك شىء إيجابى من مقاتلين أجانب يتم إرسالهم إلى منطقة تشتد فيها الصراعات الطائفية. إن إشعال الصراعات الطائفية فى الدول العربية، خاصة بين السنة والشيعة، ظهر بقوة بتحريض من قوى خارجية خلال السنوات الماضية، وكان الهدف منه تقسيم المجتمعات العربية، وإثارة صراعات إقليمية تمنع استقرار المنطقة، وهذا السلوك من جانب إيران هو جزء من هذه الخطط التحريضية الخارجبة، والذى يمكن أن يطيل أمد الأزمة السورية بدلا من أن يساعد على حلها. كما يبدو وكأن إيران تضع نسخة أخرى مشابهة لما يجرى فى اليمن من خلال دعمها ميليشيات الحوثيين ضد النظام القائم فى البلاد، ليستمر الصراع والقتال فى المنطقة لمصلحة أعدائها.