فى ظل التطورات المتلاحقة للأزمة اليونانية، وافق البرلمان اليونانى، أمس، على إجراء الاستفتاء الذى اقترحه رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس حول خطة الإنقاذ الأوروبية، فى الوقت الذى رفضت فيه مجموعة اليورو، أمس، طلب الحكومة اليونانية بتمديد برنامج الإنقاذ حتى موعد الاستفتاء، لتصبح اليونان على حافة سيناريو كارثى لخروج محتمل من منطقة اليورو. ومن جانبه، حذر رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فاليس، من أن هناك "خطر حقيقى" لخروج اليونان من منطقة اليورو إذا صوت الشعب اليونانى ضد خطة الإنقاذ الأوروبية المقررة 5 يوليو المقبل. ودعا "فاليس"، خلال برنامج سياسى على إذاعة "أوروبا 1" وشبكة" أي -تيلي" وصحيفة "لوموند"، السلطات اليونانية إلى العودة إلى مائدة المفاوضات. وقال: "لا أحد منا يدرى ما ستكون عواقب خروج اليونان من اليورو، وبالتالى علينا أن نبذل كل الجهود حتى تبقى أثينا فى المجموعة". وأعرب عن ثقته فى أنه ما زال من الممكن التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن المفاوضات لم تنته بعد. جاء ذلك فى الوقت الذى صرح فيه وزير المالية النمساوى هانز يورج شيلينج، بأن خروج اليونان من منطقة اليورو يبدو أمرا شبه حتمى الآن. ونقلت صحيفة "دى بريس" النمساوية عن "شيلينج" قوله: إن "التداعيات بالنسبة لمنطقة اليورو لن تكون سيئة بقدر ما سيصيب اليونان، ومن الواضح أن دولة واحدة لا تستطيع تحت أى ظرف ابتزاز المفوضية الأوروبية ودول منطقة اليورو". وفى غضون ذلك، عقد البنك المركزى الأوروبى، أمس، محادثات طارئة، لبحث مسألة الاستمرار فى تمويل البنوك اليونانية من عدمه. وقال مصدر مقرب من المحادثات لوكالة الأنباء الفرنسية إن المركزى الأوروبى سيعلن قطع السيولة عن بنوك أثينا، الأمر الذى قد يؤدى - إذا تحقق فعليا - إلى إفلاس هذه البنوك. وفى سياق متصل، أكد يروين ديسلبلوم رئيس مجلس وزراء مالية اليورو، بعد اجتماع وزراء مالية المجموعة أمس فى بروكسل، أن خطة المساعدة المالية التى تستفيد منها أثينا منذ عام 2012 ستنتهى غدا بحلول 30 يونيو. وأوضح أن الجانب اليونانى قطع من جانب واحد المفاوضات بإعلانه الاستفتاء على خطة الإنقاذ. وتعهد وزراء مالية اليورو باستخدام جميع الوسائل لمنع أى خطر محتمل بانتشار عدوى الأزمة اليونانية إلى أوروبا ، وذلك خلال اجتماعهم - بدون مشاركة اليونان، والذى تم تخصيصه لبحث خطة بديلة لمواجهة تخلف اليونان عن السداد.وفى غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء اليونانى، فى كلمته أمام البرلمان، أن كرامة الشعب ليست لعبة، واليونان ليست ضيفا على أحد، وكانت وستبقى فى اليورو والاتحاد الأوروبى.