أخيرا فعلها الإخوان, قرروا اختطاف الرئاسة الغالبية مازالت مصدومة الاتهامات تلاحق الإخوان بالنكوص والتراجع عن شعارهم الأثير لن نترشح ولا نطمع الآن في الوصول إلي قصر العروبة, رددوها 15 شهرا منذ قيام الثورة لكن ها هي لعبة السياسة لا عهد للاعبيها. هم رأوا أن قصر الرئاسة في مصر الجديدة يناديهم فلبوا النداء حتي لو كان علي حساب مصالح وظروف الوطن في هذا التوقيت بالغ الدقة والحساسية. هم سيفعلون المستحيل من أجل الوصول إلي مقعد مبارك في القصر, لديهم ارث وجولات ومعارك طويلة مع النظام السابق, آن أوان تصفية الحسابات ودفع الاثمان وتسديد الفواتير تغريهم شهوة الانتقام, ولم لا فحلم الانتظار80 عاما قد تحقق الطريق من المقطم إلي القصر الجمهوري في مصر الجديدة لم يعد طويلا, اسابيع قليلة ويسكن خيرت الشاطر قصر عدوه اللدود مبارك, سيفعلون المستحيل من أجل تحقيق هذا الهدف, الاغلبية في الشارع, الشعارات جاهزة توظيف المال السياسي ليس بعسير التحالف مع السلفيين أمر وارد بقوة حتي لو تطلب التضحية بحازم أبوإسماعيل والعشرات من أمثاله المحسوبين علي التيار الإسلامي. في معارك الرئاسة والوصول إلي قصر الحاكم الخسائر أمر وارد, جثث الضحايا لا تلقي بالا, التضحية بخمسة أو عشرة آلاف من المارقين والرافضين في الجماعة والحرية والعدالة للترشيح أو الوصول إلي الرئاسة في هذا التوقيت لا يهم, الإخوان سيطلقون النفير من الغد تجييش الميليشيات وتعبئة الاغلبية في الشارع لا يحتاج إلي وقت طويل, المسألة لا تتجاوز الساعات, هم اساتذة في الحضور والتعبئة والتنظيم وإدارة المعارك الانتخابية الاحتكار والتكويش فن اتقنوه, علمتهم التجارب انه عندما تأتيك الفرصة لا تتأخر يوما حتي لو كانت خطف ثورة في ميدان التحرير التربيطات لعبتهم المال السياسي جاهز يستدعون المليارات من المال العابر للقارات, سيحضر بقوة ويوظف في كل ساحة وحي وشارع في مصر, وهنا تصبح الاصوات والذهاب إلي صناديق الاقتراع مضمونة ولا يهم ماذا سيحدث لمصر في الغد. كل هذا مرده ضعف وترهل اليسار وخيبات أمل الثوار وتراجعهم عن المشهد وفقدان حاصل ضرب الخبرة التراكمية وانتهازية القوي السياسية الجديدة التي تداعبهم أحلام الثراء ومناطحة مليارات أحمد عز يوما ما, فتخلوا عن الشعارات وركبوا موجة تجار المواجع وسعوا لخطب ود أصحاب القرار والوقوف علي مسافات قريبة من الإخوان حتي يفوزوا بالملذات ويغتنموا المناصب, اما عن مصالح وحقوق الشعب وصكوك الوطنية فلتذهب إلي الجحيم. صراحة القول تقتضي أن نحمل المجلس العسكري وحده ولا أحد سواه المسئولية عن سوء ورداءة الحال الذي وصلنا إليه وافساح المجال امام قفز الإخوان علي القصر والبرلمان ورئاسة الحكومة, اطالة أمد المرحلة الانتقالية, وسوء الإدارة وترتيب الاولويات جعل المصري يكفر بالثورة والتغيير واعطي الفرصة للآخرين لترتيب الأوراق وإعداد الخطط وحرق المراحل, فماذا كان سيضير العسكري لو سارع بالرئاسيات أولا ثم البرلمان ثم أخيرا الدستور ؟ وماذا سيفعل امام هيمنة الإخوان والوصول إلي القصر؟ هل سيتقدم بالمرشح المفاجأة في الوقت المستقطع لمعالجة اخطائه ومنع وصول الشاطر إلي مصر الجديدة ام سيلجأ إلي خيار الجزائر في التسعينات عندما تجري الرئاسيات ويفوز الإخوان سيضطر إلي الانقلاب وإلغاء النتائج وتعطيل المسار السياسي والديمقراطي, هذا كله مرهون بخبايا الأيام والاسابيع المقبلة, ففي بلد مثل مصر تواجه مثل هذه التطورات المتلاحقة والانقلابات العنيفة في المواقف كل شيء يصبح واردا بقوة. المزيد من أعمدة أشرف العشري