أدلي الناخبون في ميانمار أمس بأصواتهم في انتخابات برلمانية فرعية, وهي ثالث انتخابات تشهدها البلاد خلال50 عاما من حكم المجلس العسكري هناك ومن المتوقع أن تصنع زعيمة المعارضة أونج سان سو تشي التاريخ أمام منافسها المرشح العسكري المنتمي للحزب الحاكم وتفوز بمقعد في البرلمان الذي يسيطر عليها المؤيدون للمجلس العسكري وتسهم في تشكيل الدستور للمرة الأولي. وتعد الانتخابات اختبارا حاسما لإصلاحات الحكومة المدنية الديمقراطية الناشئة التي يمكن أن تؤدي إلي دخول زعيمة المعارضة وداعية الديمقراطية الشهيرة إلي البرلمان وإقناع الغرب بإنهاء العقوبات علي ميانمار. وينافس حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية الذي تتزعمه سان سوتشي علي المقاعد ال45 التي أخليت عندما انضم سياسيون إلي الحكومة المدنية التي يدعمها العسكريون. وتعد هذه هي المرة الأولي التي يسمح فيها للمراقبين الدوليين بالدخول إلي البلاد ومراقبة الانتخابات. وقد تجمع المئات من مؤيدي سان سوتشي حولها خلال وصولها إلي اللجنة الانتخابية في كاوهومو, حيث أعلنوا تأييدهم لالسيدة, كما يطلقون عليها. في الوقت ذاته, أرسل حزب تشي رسالة إلي مفوضية الانتخابات عن وجود مخالفات شابت العملية الانتخابية, وهو ما قد يلحق ضررا بما وصفوه بهيبة الانتخابات. وأوضحت الرسالة أن أختام الشمع التي تم وضعها علي صناديق الانتخابات التي تخص حزب الرابطة لا يمكن إزالتها وهو ما قد يؤدي إلي إلغاء فحص الصناديق. وفي أول رد فعل علي الانتخابات, أعلن الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان أن الانتخابات التكميلية في ميانمار بشري طيبة للبلاد. وصرح سورين بيتسوان للصحفيين علي هامش القمة الاقتصادية للآسيان والاتحاد الأوروبي التي انطلقت في العاصمة الكمبودية بنوم بنه بأن محاولات مراقبي آسيان للحوار والاتصال بالأطراف في ميانمار- ومن بينها الحكومة وممثلو المجتمع المدني والمعارضة- سارت بشكل جيد إلي حد ما.