إذاعة القرآن الكريم من القاهرة هى أول إذاعة متخصصة للقرآن الكريم وعلومه والبرامج الإسلامية على مستوى العالم..بدأ إرسالها عام 1964 بإذاعة المصحف المرتل والمجود لأشهر القراء المصريين عباقرة التلاوة أمثال المشايخ محمود خليل الحصرى وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوى ومحمود على البنا ومحمد رفعت ومحمد محمود الطبلاوى ومحمد عمران وشعيشع والشعشاعى وغلوش وزاهر وحصَّان، وغيرهم من أعلام المبتهلين امثال المشايخ طه الفشنى ونصر الدين طوبار والنقشبندى والطوخى وحسن قاسم والبساتيني وغيرهم. وتقدم ختمة للقرآن كل ثلاثة أيام من خلال إرسالها الممتد 24ساعة عبر القمرين «نايل سات» و«عرب سات» بالإضافة للبرامج التى تخدم فهم وتفسير القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وقراءات وتسجيلات نادرة وبرامج تنويرية وتثقيفية و تعليمية ومسابقات تعرف المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وقلما يخلو بيت فى مصر لا يستمع إليها وبحسب الدراسة الميدانية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أن 80%من المصريين يحرصون على الاستماع إليها ، وذلك لوسطيتها وما تمثله من قوة ناعمة لنا فى الخارج ودورها المهم فى تصحيح صورة الإسلام ونشر صحيح الدين وحماية الهوية الإسلامية وتعريف العالم بالإسلام، وتلك رسالتها السامية . تولى رئاستها إعلاميون متميزون منهم كامل البوهى وعادل القاضى ومحمد الشناوى وعطية السيد وعبد الصمد الدسوقى وهاجر سعد الدين وإبراهيم مجاهد وحاليا محمد عويضة رئيس شبكة القرآن الكريم الذى أكد لنا فى حوار خاص ل «الأهرام » انه لا مكان للهواة فى الإذاعة وأن رسالتها تقديم الخطاب الوسطى المعتدل عبر أساتذة متخصصين من جامعة الأزهر الشريف.. كما شرح لنا رؤيته وأمنياته لتطوير الإذاعة والجديد فى رمضان وغيرها من القضايا .. وإلى نص الحوار... ما هى قصه حوار الرئيس المهم مع إذاعة القرآن الكريم؟ فى العام الماضى وبمناسبة الاحتفال بالعيد الخمسين لإنشاء إذاعة القرآن الكريم ، فوجئنا ببرقية تهنئة تحمل كلمات رقيقة تقديرا لدور إذاعة القرآن الكريم ورسالتها فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل، وتشجيعا للعاملين بها وكانت هذه البرقية بتوقيع المشير السيسي، وعند احتفالنا هذا العام بمرور 51عاما على إنشاء الإذاعة اقترح الزميل وليد الحسينى أن تكون تهنئه الرئيس هذا العام تهنئة صوتية، وبالفعل خاطبنا مكتب الرئاسة . وكانت الموافقة التى أسعدت الجميع فى إذاعة القرآن الكريم وقام الزميل وليد الحسينى بالتسجيل . كيف تؤصل إذاعة القرآن الكريم للخطاب الديني؟ الخطاب الدينى فى إذاعة القرآن الكريم يتسم منذ نشأتها بأنه خطاب وسطى معتدل يقدم صحيح الدين ويبرز الجوانب المشرقة للإسلام وكيف انه دين البناء والتعمير وينبذ الهدم والتدمير، وما ذلك إلا لأنها لا تستعين إلا بالمتخصصين فى كل برامجها، فلا يتحدث فى برنامج السيرة والسنة إلا أساتذة علم الحديث، ولا يفتى فى برامج الفقه إلا أساتذة الفقه المقارن، وتقتصر المشاركة فى برامج التفسير وعلوم القرآن على المتخصصين من جامعة الأزهر وهكذا.. فلا مكان للهواة فى إذاعة القرآن الكريم، ولا يفتى بغير علم ولا تحريم ولا تحليل بغير دليل. ما هى خطتكم الإذاعية فى شهر رمضان الكريم؟ خريطة البرامج فى شهر رمضان متميزة وحافلة بتلاوات نادرة وبرامج متميزة، حيث يتحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن معالم الحوار فى الإسلام موضحا المفاهيم الصحيحة للجهاد والولاء والبراء وخطورة التكفير والآثار المدمرة للتشدد والتطرف، كما يتحدث فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية عن فقه المقاصد وفقه الواقع وفقة المعاملات وذلك من خلال برامج يومية تحت عنوان «الكلم الطيب» و«لقاء الإيمان» كما سنقدم دراما إذاعية عن حياة الشيخ مصطفى عبد الرازق، ونقدم فترة مفتوحة لمدة ساعة يوميا بعنوان «مع الصائمين» نقوم بالرد من خلالها على أسئلة واستفسارات الصائمين وما يتعلق بمسائل فقه الصيام، كذلك سننقل يوميا على الهواء مباشرة صلاتى العشاء والتراويح من المساجد الكبرى وفى الليالى العشر الأخيرة من رمضان يقوم الزميلان سعد الجوهرى ومحمد مصطفى بنقل صلاتى القيام والتهجد من مكةالمكرمة والمدينة المنورة. مارؤيتكم لتطوير الإذاعة والنهوض ببرامجها؟ نحن فى الفترة الأخيرة بدأنا فى تطوير البرامج من ناحية الشكل والمضمون، فمن ناحية الشكل استحدثنا فترات البث المباشر لتحقيق التفاعل مع المستمعين ومواكبة الأحداث والقضايا المتسارعة وكذلك قدمنا الشكل الدرامى فى معالجة الواقع المعاش، حيث يرى خبراء الإعلام أن الدراما أسرع فى التأثير على المستمع من الحديث المباشر والوعظ، ومن ناحية المضمون بدأنا فى الاهتمام بفقه المعاملات إلى جانب فقه العبادات. وذلك لمعالجة الفجوة الكبيرة مابين العبادات والمعاملات وللتأكيد على الدور التربوى للعبادات على سلوكيات المسلم. ما هو دور الإذاعة فى تصحيح المفاهيم المغلوطة ومحاربة التطرف؟ نحن فى إذاعة القرآن الكريم لا نتوانى عن تقديم صحيح الدين وشرح المفاهيم الصحيحة بعيدا عن الغلو والتشدد وشعارنا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما هو مختلف عليه. لماذا لم يتم تطبيق برنامج للإذاعة على الإنترنت تسهيلا على المتلقى وخاصة الشباب؟ تقدمنا بدراسة لقطاع الهندسة الإذاعية لعمل تطبيقات تسهل استقبال برامج إذاعة القرآن الكريم عبر الهواتف الذكية، وهذا أمر مهم جدا نأمل أن يتم فى اقرب وقت ممكن ، لان ذلك سوف يسهم فى جذب فئة الشباب، وهى فئة مهمة جدا فى المجتمع لتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة والتيارات الهدامة. ما تقييمكم لتجربة الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم؟ تجربه الإعلانات فى إذاعة القرآن الكريم لم تلق قبولا من المستمعين ، حيث إن إذاعة القرآن الكريم من وجهة نظرهم ذات رسالة سامية وينبغى أن تبتعد عن الإعلانات التجارية حفاظا على سمعتها ومصداقيتها وقدسية ما تقدمه من قرآن وسنة ومن ثم كانت الاستجابة من قيادات ماسبيرو بوقف الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم. ماذا عن إعادة البث الإذاعى وتقويه الإرسال داخليا وخارجيا؟ كانت الشكوى الدائمه من مستمعى إذاعة القرآن الكريم هى ضعف إرسال إذاعة القرآن الكريم على الموجة المتوسطة وتم رفع هذه المطالب إلى المسئولين، وبالفعل تم إحلال وتجديد محطة إرسال إذاعة القرآن الكريم وتركيب محطة جديدة ذات قدرة فائقة تكلفت 40مليون جنيه يغطى إرسالها معظم أنحاء الجمهورية وتصل إلى بعض المناطق خارج الجمهورية، وكذلك تم إنشاء محطات ارسال fm فى معظم محافظات الجمهورية وتم القضاء على معظم شكاوى ضعف الإرسال . كيف استفدتم من تراث فضيلة الشيخ الشعراوى؟ قدمنا تفسير الشيخ الشعراوى - رحمه الله -كاملا ويقوم على هذا العمل الزميل محمد عوض والزميل إبراهيم خلف، وهذا التفسير يلقى قبولا كبيرا جدا من المستمعين ويطالبون بإذاعته على مدار العام، لأنه تفسير سهل ممتنع يقوم بالربط بين النص القرآنى والواقع المعايش ويمزج بين العلوم الشرعية وعلوم الكيمياء والطبيعة واللغة بعبارات سهلة يسيرة الفهم للخاصة والعامة .