ليس من قبيل المبالغة القول بأن اختطاف طفل من أسرته هو أشد إيلاماً من موته على هذه الأسرة، فمعرفة عنوان قبر الطفل أهون كثيرا على أهله من عدم معرفة مصيره وفى هذا السياق إليكم ثلاث قصص تشير بجلاء إلى خلل مركب يجب الانتباه إليه: الأولى: لفت انتباه سيدة منظر طفلة تتسول فى أحد شوارع القاهرة المزدحمة. وتذكر السيدة أنها منذ فترة تشاهد صورة قريبة الشبه لهذه الطفلة على مواقع الإجتماعى تستصرخ أمها أن يساعدها مرتادو هذا الموقع فى العثور على ابنتها التى تم إختطافها واقتربت السيدة من الطفلة وتحدثت إليها بود ففوجئت أن الطفلة تنطق بعض الكلمات باللغة الإنجليزية رغم ملابسها الرثة والتقطت لها صورة بهاتفها المحمول ووضعت الصورتين بجانب بعضهما على موقع الفيس بوك (صورة الطفلة قبل وبعد اختطافها) وابلغت الشرطة ولكن الغريب أن الطفلة اختفت تماماً من المنطقة التى تعودت منذ فترة على التسول فيها. الثانية : دخلت سيدة ومعها طفلتها التى لم تتعد السنوات الأربع أحد المحلات بمنطقة سموحة بالإسكندرية، وبعد التسوق اتجهت السيدة إلى الخزينة وفتحت حقيبتها لإخراج النقود، بعد أن دفعت قيمة مشترياتها مدت يدها لتمسك بيد ابنتها، وكانت الطامة الكبرى فالطفلة قد اختفت..جن جنون الأم وهرولت وهى تصرخ خارج المحل. لم تر ابنتها لكن الله ألهمها النظر إلى إمرأة تحمل طفلة على كتفها وهى تغطيها بشال كبير لم يظهر منه إلا حذاء الطفلة. وتأكدت الأم أنها ابنتها فانتزعتها بقوة من الخاطفة التى فرت هاربة ووجدت الأم أن الخاطفة قد خدرت الطفلة، بعد أن استعادت الطفلة وعيها حكت لأمها أن (تانت) قد لوحت لها من خلف الباب الزجاجى للمحل بكيس من الحلوى فأسرعت الطفلة خارج المحل لتأخذه.. وكان ما كان. الثالثة: اختطف طفل منذ فترة غير قصيرة وقد أعلن والده وهو طبيب عن مكافأة مالية ضخمة عمن يدله على مكان ابنه، بيد أن كل محاولاته للعثور عليه قد باءت بالفشل على الرغم من أنه رفع قيمة المكافأة المرة تلو المرة. وتنبه هذه القصص الثلاث وغيرها إلى عدة أمور أهمها مايلى : أولا : ضرورة توخى الحذر التام من قبل الآباء والأمهات وهم يصطحبون معهم أبناءهم ولا سيما فى المتاجر المزدحمة ويفضل أن يكون الطفل بصحبة أكثر من فرد واحد من الأسرة. ثانيا: تكثيف التواجد الأمنى فى المولات مع نشر المخبرين السريين داخلها للقبض فوراً على المسجلين خطر وهم معروفون للشرطة. ثالثا: ضرورة الفحص الأمنى لكل المتسولين الذين يصطحبون أطفالأ معهم (لاستدرار عطف الناس) فلربما يكون هؤلاء الأطفال قد تم اختطافهم من أهليهم. رابعا : التوعية عن طريق أجهزة الإعلام بأبعاد المشكلة بدون تهويل أو تهوين وكيف يتصرف أى مواطن يشك فى أن الطفل الذى يتسول أو بصحبة متسول هو طفل مختطف. د. محمد محمود يوسف أستاذ بزراعة الإسكندرية