شد انتباهى منذ ايام قليلة تقريرا مثيرا للدهشة استعرضه قطاع المخلفات بوزارة التطوير الحضرى والعشوائيات عن أعمار المخلفات والقمامة لتحللها وتلاشيها فى التربة. يوضح أن عمر زجاجة المياه المصنوعة من مادة البلاستيك الفارغة تستغرق من 100 إلى 1000 سنة لتحللها بالتربة، فى حين تستغرق عبوة الزجاجة المصنوع من الزجاج ما يقرب من 4 ألاف عام للتحلل ، بينما تظل عبوة الكانز ما يقرب من 10 سنوات ويظل عود الكبريت 6 أشهر حتى يتحلل بالمدفن، بينما تصل مدة تحلل السيجارة إلى عامين وورق المناديل قد يصل إلى 6 أشهر ليتحلل
والامر يحتاج هنا الى نظرة للتوقف عند هذا الامر الخطير الذى يضر بالبيئة التى نحن بالاساس سببا رئيسيا فى أفسادها ولاننا مازلنا نجهل الكنز المدفون فى هذه المخلفات التى يطلق عليها القمامة وما تدره من مليارات الجنيهات لو أحسن تدويرها فهى اغلى من الذهب كما تفعل الدول المتقدمة ولكن للاسف نحن شعب بطبيعته مستهلك وليس منتج وللاسف اكثر لا يعرف حتى كيف يتخلص من بواقى ما استهلكه الا بالرمى فى الشارع وليس حتى فى سلة القمامة . ويقول التقرير ان قطاع المخلفات بالوزارة يسعى امام مواجهة هذه المعلومات الخطيرة إلى تطبيق منظومة الجمع السكنى المبنية على الفصل من المنبع لاستغلال المخلفات وإعادة تدويرها من جديد واستخدامها فى الصناعات الأخرى لتقليل حجم ما يتم التخلص منه فى المدافن الصحية بالتربة . واذا كنا جادين فى ذلك وليس الامر مجرد تصريحات إعلامية لابد ان نسترشد بتجارب من سبقونا فى ذلك حيث تختلف طرق جمع النفايات بين المدن والدول، وهذه الخدمة غالبا ما تقدمها السلطات الحكومية المحلية أو من قبل القطاع الصناعي الخاص ففى استراليا ومثلها كندا تتبع الحكومة طريقة جمع النفايات من جانب الطريق وتقدم لكل منزل ثلاث حاويات قمامة : واحدة للمواد القابلة لاعادة التدوير وواحدة للمواد العضوية وواحدة للنفايات العامة بخلاف الوضع فى اوروبا التى خصصت بكل مبنى سكنى قنوات تدفع فيها القمامة الى أسفل المبنى حيث يوجد محتوى كبير للقمامة أما فى تيبية تقوم الحكومة بفرض ضرائب حسب حجم النفايات المنزلية وحققت هذه الطريقة تقليلا فى حجم النفايات في البلد . وبالرجوع الى الاحصائيات نجد ان مستوى توليد نفايات ما بعد الاستهلاك في الولاياتالمتحدةالأمريكية وصل إلى 160 مليون طن من النفايات الصلبة في العام أي 439 ألف طن يومياً وقد ازداد هذا المعدل بين 180 و 200 مليون طن سنوياً من عام 1988 إلي عام 1995 ؛ أي بمعدل 1814 إلى 1905 جرام في اليوم للفرد الواحد وفي عام 2000 وصلت كميات النفايات إلى 216 مليون طن سنوياً 1996 جرام في اليوم للفرد الواحد؛ أو ما يعادل 721 كيلوجرام من القمامة سنوياً. تلي الولاياتالمتحدةالأمريكيةأستراليا حيث ينتج الفرد الواحد 690 كيلوجرام وبعدها نيوزيلندا حيث يتخلص الفرد سنوياً من 662 كيلوجرام من النفايات والمتوقع أن إنتاج الفرد في مدن المملكة العربية السعودية سنوياً من القمامة لن يقل عن ذلك المعدل بكثير؛ في المتوسط؛ فإنتاج القمامة في المملكة في ازدياد مطرد، والسبب ليس فقط ازدياد عدد سكان المملكة، ولكن لتغيير العادات الغذائية، فبدل من شراء أشياء طازجة، يشتري الناس المعلبات من كل صنف ولون، ويساعد على تفشي العادات الاستهلاكية وجود صناعات غذائية وصلت إلى مستوى أن عّلبت الكثير من الاطعمة بالطبخات المحلية وأرى ان حال مصر ليس بالبعيد عن مملكة السعودية فى ظل تنامى ثقافة الاستهلاك وتناقص ثقافة الانتاج وعدم الوعى بتدوير المخلفات لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى