تتميز بالنشاط التجارى والصناعى، اضافة الى دورها التاريخى وموقعها الجغرافى، الا ان ذلك لم يشفع لها لتحقيق حلم اهلها القديم، بان تتحول الى مدينة مثل العسيرات وقبلها جهينة بالجبل الغربى للمحافظة ودار السلام فى اقصى الجنوب الشرقى لسوهاج، انها قرية برديس النموذجية . تقع برديس على الطريق الزراعى الغربى ( القاهرة–اسوان ) فى منتصف المسافة بين مدينتى البلينا وجرجا، ويوجد بها محطة سكة حديد منذ عام 1936 الا انها لم تمتد لها يد التطوير حتى الآن واصبحت بلا ناظر او شباك تذاكر ولم يعد يقف بها سوى قطارات الدرجة الثالثة فقط مما يضطر المسافرين الى الركوب من محطتى جرجا او البلينا، والسجل المدنى مغلق منذ 3 سنوات لوجود عجز فى الموظفين والمستشفى القروى الذى يقع على مساحة 5 أفدنة بعد تحويله الى وحدة طب الاسرة، لم يعد به استقبال او اطباء مقيمون واقتصر عمله على استخراج شهادات الميلاد والوفاة وتطعيم الاطفال، اضف الى ذلك عدم وجود ماكينات لصرف المرتبات والمعاشات «بالفيزا كارد»، مما يضطر الموظفين، وكبار السن الى الذهاب لجرجا او البلينا للصرف ، ناهيك عن عدم تنفيذ مشروع الصرف الصحى وضعف التيار الكهربائى . ومنذ 17 عاما تعاقب خلالها 8 محافظين على سوهاج لم تتوقف مساعى ابناء قرية برديس ، لتحويلها الى مدينة حضارية كسابق عهدها، حيث كانت مركزا، والبلينا قرية تابعة له، الا ان الزمن جار عليها، واصبحت قرية تابعة للبلينا، خاصة ان الاسس والمعايير التى قررها مجلس المحافظين فى اجتماعه خلال مايو 1983 لتحويل القرى الى مدن تنطبق عليها، الا قليلا، كما ان زمامها الزراعى مفصول عن الكردون منذ عام 1946 وصدر لها مرسوم جمهورى بتحديد الكردون عام 1953 وتطبيق قانونى العلاقة بين المالك والمستأجر عام 1971 وتنظيم المبانى عليها، بالاضافة لقرار محافظ سوهاج بشأن النظافة العامة عام 1977 ،كما يقول الدكتور محمود ابوالخير عضو مجلس الشعب السابق، الا ان هناك ايد خفية تحاول عرقلة تحويلها الى مدينة، وليس ببعيد التناقض الواضح بين تقرير الشئون القانونية بالوحدة المحلية بمركز البلينا لادارة المجالس والمؤتمرات بالمحافظة والذى انتهى الى ان تحويل برديس الى مدينة يزيد الايرادات والرسوم واتخاذ ما يلزم نحو ذلك وتقرير اللجنة التى شكلها محافظ سوهاج الاسبق فى يونيو 2008 وانتهى الى عدم انطباق كل الاسس والمعايير لتحويل برديس الى مدينة فيما عدا شرط المسافة فقط وهو ما يحمل عدة مغالطات، فعلى سبيل المثال، ذكرت اللجنة ان تعداد السكان 17 الفا و 762 نسمة، فى حين ان عددهم 120الف نسمة، وان وزارة الداخلية اشارت الى انه تتعذر الموافقة على تحويل نقطة الشرطة الى قسم شرطة لكونها ما زالت قرية ولم يتم تحويلها الى مدينة ويستلزم ذلك موافقة المجلس الشعبى للمحافظة وهو ما يحول تنفيذه حاليا فى ضوء حل هذه المجالس، وهذا الامر منطقى، حيث انه بعد تحويل القرية الى مدينة سوف يتم انشاء الادارات المطلوبة بالطبع، مشيرا الى ان نقطة الشرطة مساحتها 4 آلاف متر واكد انه سيتم اعداد مذكرة مدعمة بجميع الموافقات الخاصة بكل شرط من شروط تحويل القرية الى مدينة للعرض على محافظ سوهاج الحالى ولم يتوقف اهالى برديس عن المطالبة بذلك حتى يتحقق حلم تحويلها الى مدينة . والسؤال .. هل يتدخل المهندس ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، واللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، والدكتور ايمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، لانهاء تحويل برديس الى مدينة حضارية .. ام يظل مجرد حلم ينتظره الاهالى؟