شخصية محيرة تجبرك على التوقف قليلاً لتستجمع لياقتك الذهنية وتراكماتك الخبراتية ليتفتق جهدك الافتكاسى فيخرج بتفسير مجازى لتلك الفراشة المحلقة بين النجوم.. مصرية تفوح منها خفة الظل الأصلية وأناقة نجمات هوليود الحصرية ولباقة بنت البلد العصرية.. انها سعاد محمد كامل حسنى التى أصابت الكثير من السادة الرجال بالوله والولع معاً بينما قتلت النساء فى عقر أنوثتهن! وحين استرجعت أدوارها فى «شروق وغروب»، «الكرنك» و«شفيقة ومتولى» أدهشنى ذلك الإبداع السحرى الذى توغلت فيه بحرفية عالية داخل دهاليز السياسة وحواريها المعوجة مع اختلاف الفترات والأنظمة، لذا قررت أن أحاورها علنا نستفيد من خبرتها فى هذه الأيام العجاف، فربما تدفعنا قسوة الواقع أحيانا الى التحليق فى الخيال – وقد كان- وإليك عزيزى القارىء هذا الحوار الشيق مع سندريلا السينما المصرية فلتلحق بنا فى ركب الخيال وتقرأ: يا ترى رأيك إيه فى الأحداث الراهنة فى مصر يا ست سعاد؟ نقدر نقول الحمد لله مصر بخير وهتفضل بخير رغم كل الصعوبات التى تواجهها والأهم اننا اتخلصنا من الإخوان وكسرنا وراهم زير. أفهم من كده إن حضرتك مبسوطة؟ بصى ياستى أنا أثق فى الجيش المصرى زى ثقتى فى انى مصرية، لكن مفيش حد معاه عصا موسى يعنى البلد دى مش محتاجة لسحر ولا شعوذة، لازم كلنا نشتغل شغل بجد ومفيش رئيس هيغير لوحده والشعب فى حالة إغماء. عارفة طبعا انك بتحبى الجيش وصورتى فيلم «الفدائيون الثلاثة» عام 1965م وأنت ترتدين الملابس العسكرية.. فهل تحبين الحياة العسكرية؟ إحنا دائما نفخر بالجيش والحياة العسكرية لكن ما نقدرش نعيشها لأنها قاسية جدا ربنا يقويهم ويحميهم هم اللى بيحمونا ويحرسونا ولولاهم كان زمان البلد خربت والعياذ بالله ، لكن الحياة المؤقتة التى عشتها فى أحداث الفيلم كانت فارقة جدا معايا. وماذا عن رأيك فى الساسة على الساحة الآن سواء معارضة أو أحزاب!؟ بضحكة عالية مفعمة بالأنوثة قالت: السياسة بحورها غويطة وكلها شيكا بيكا ومقالب أنتيكا، يعنى محتاجة عقليات معينة مش ناس بتلعب «شقلباظ» علشان منصب أو فلوس، وبعد ثورة يونيو أحب أقول للساسة فى مصر « بانو بانو بانو.. على اصلكم بانو والساهى يبطل سهيانه ولا غنه ولا صيت.. دولا جنس غويط وكتاب ما يبان من عنوانه» أما النشطاء والخبراء وخلافه فحدثى ولا حرج دول بقى نقدر نقول فيهم «جربنا الحلو المتعايق ابو دم خفيف وبقينا معاه اخوه شقايق فاكرينه شريف.. اتاريه مش كده على طول الخط الطبع الردى من جواه نط.. خلاص بقى مهما انشال وانحط.. مافيش دمعة حزنه علشانه وعرفنا سيد الرجاله.. عين الاعيان.. من بره شهامة واصالة تشوفه تقول اعظم انسان.. انما من جوه يا عينى عليا.. بياع ويبيع حتى والديه! ماذا عن أمنياتك لمصر؟ ابتسمت مرددة بصوت أجش: ليت نيل المطالب بالتمنى.. ولكن تؤخذ الدنيا كدهون – وقبضت على كفها- الشعب المصرى أصيل وصاحب السبع صنايع من أيام الفراعنة، ورغم الظروف الملخبطة دلوقت لكن هنقدر نقهرها ونقوم ببلدنا، يعنى هو حد كان يصدق اننا نخلص من «صلاح نصر» وزوار الفجر!! وفى نهاية الحوار لم يبق من السندريلا التى رحلت منذ 14عاما فى مثل هذه الأيام إلا شقاوتها وإفيهاتها اللذيذة وروحها المحلقة كالطير الشارد، وأخيراً فالرحيل علينا هو المكتوب ولكن سيبقى الوطن حاملا بين جنباته بصماتنا..إن نحن تركناها!