بلغة التشدد سعاد حسني ترقص في استعراض (بانو بانو) في فيلم شفيقة ومتولي لكني للمرة المائة أراها فرخة مذبوحة تفرفر رقصا ولا أدري من أين جاءت بهذه العبقرية في التعبير وكيف ساعدها المخرج العبقري خالد مرعي في هذا الأوبريت المبدع بشكل خاص كوحدة مستقلة في الفيلم والحان كمال الطويل رغم (إنها ترقص الحجر) إلا إنك تشعر بأنها (تندب) علي المذبوحة الضعيفة الضئيلة التي انساقت وراء مظهر الناس لتفجع ببواطنهم وعندما يبلغ الغضب مداه تخرج عن مألوف الاستكانة ولو وسط السكاري والمساطيل الذين لا يدرون مما يحدث شيئا إلا أنه هيصة وسط شلة أنس راقصين شاربين لم يهتز لهم شعرة فهم إلا من أدمت جراحهم الكامنه ومرآتهم التي تفضح وعندما أعطاها كمال الطويل مساحة مستقلة للرقص رأيتها تنازع الموت بكل كيانها لا متعة وإثارة بل أسي وحزن وفجيعة تكشف كل المستور تثور علي نفسها التي كتمت لسنوات لتقول ما كانت لتجرؤ وكانها لحظة انتحار تنزف كل خلجة منها لتنفيس فجيعتها في المقاومة الأخيرة قبل سكون الذبح ترتمي منهكة من مشاعرها الثورية المشتعلة كصينية الشموع التي دارت حولها كوهم شموع سبوع الميلاد. لكني تنبهت بعد كثير من المشاهدة إلي عبقرية المتخفي وراء الستار (جميل راتب) بنظرته الماكرة المستهترة وتلمظ لسانه شيطان ينتظر متأكدا من قرب إجهازه علي الفريسة لا يعنيه الفرفرة والتمرد فهي في أخر الأمر مأكولة. وماذا تفعل مع صلاح جاهين وهو يقول: جربنا الحلو المتعايق أبو دم خفيف.. وبقينا معاه أخوه شقايق فاكرينه شريف أتاريه مش كده علي طول الخط.. الطبع الردي من جواه نط.. ويوحدني وأنا في عز شبابي أوبريت عبقري