بعد نجاحه اللافت فى الانتخابات التشريعية التركية، تعهد صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردى بأن يحظى كل من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو بمحاكمة عادلة على الجرائم والذنوب التى ارتكباها. وقال دميرطاش فى كلمته على هامش احتفال حزبه بدخوله البرلمان إن قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم الآن فى حالة من الذعر، وتساءل ساخرا: "ما الداعى للذعر؟ طالما لم تسرقوا أو تقتلوا الناس فى روبوسكى" - فى إشارة إلى الأكراد الذين لقوا حتفهم عام 2011 - "وكذلك فى أحداث حديقة جيزى فى ميدان تقسيم، ومادمتم لم ترسلوا أسلحة إلى داعش فى سوريا، فلماذا إذن كل هذا الخوف؟"وفى غضون ذلك، ما زال الغموض يسيطر على المشهد السياسى فى تركيا بعد فقدان حزب العدالة والتنمية الحاكم فرص تشكيل حكومة بمفرده، فقد اجتمع أردوغان أمس برئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو فى القصر الرئاسى بأنقرة، حيث من المتوقع وفقا للإجراءات المعتادة أن يقدم أوغلو استقالته للرئيس الذى سيطلب منه بصفته رئيس الحزب الفائز الأول فى الانتخابات تشكيل الحكومة الجديدة. وأشار مراقبون إلى أن سيناريو تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب أو أكثر من المعارضة هو الأبرز، وأضافوا أن أوغلو سيجرى مباحثات مع الأحزب السياسية الثلاثة الأخرى الفائزة فى الانتخابات وهى : الشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطية الكردي، من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وفى حالة عدم تمكن أوغلو من تشكيل الحكومة، يمكن لرئيس الجمهورية أن يكلف شخصا آخر بذلك. وأوضح المحللون أنه فى حالة عدم حصول الحكومة المزمعة على ثقة البرلمان يحق لرئيس الجمهورية اتخاذ قرار بالاستشارة مع رئيس البرلمان، لإجراء انتخابات مبكرة. وأوضحت مصادر إعلامية أن المعلومات التى تم تسريبها من داخل القصر الأبيض، أن أردوغان ليس راضيا عن أداء أوغلو، وربما يكلف شخصا آخر من الحزب بتشكيل الحكومة الجديدة، كما أنه لا يحبذ إجراء انتخابات مبكرة خشية ألا يحصل العدالة والتنمية على أكثر من 35٪. وأضافت المصادر أن أردوغان لا يحمل نفسه مسئولية تراجع الحزب الحاكم، بل إنه يرى العكس وأنه لولا نزوله للميادين ولقائه بالجماهير لشهد الحزب مزيدا من التقهقر. من جانب آخر، قالت صحيفة "راديكال" إن هناك احتمالات على توجه البلاد لانتخابات مبكرة في 22 نوفمبر المقبل فى حالة عدم التوصل لتشكيل حكومة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من حزب الحركة القومية المعارض - الحائز المركز الثالث فى الانتخابات - أن زعيم الحزب دولت بهتشلى سيوافق على تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية بشرط ألا يتجاوز الرئيس أردوغان صلاحياته ومعاقبة المتورطين بالفساد وإيقاف مباحثات تسوية القضية الكردية ونسيان تغيير النظام البرلمانى إلى رئاسى. وفى غضون ذلك، هنأت وزارة الخارجية الأمريكيةتركيا على إجراء الانتخابات البرلمانية،مؤكدة أن النتائج تعكس إرادة الشعب التركى. وفى سياق آخر، نشرت الجريدة الرسمية التركية قرارا بإقامة قاعدة عسكرية تركية كبيرة فى قطر وهى الأولى لتركيا خارج أراضيها، وذلك وفقا للاتفاقية التى تم توقيعها بين البلدين فى مارس الماضى. ذكرت شبكة "أن تى في" الإخبارية أنه بموجب الاتفاق ستسفيد تركيا من استخدام الموانى والمطارات والمنشآت العسكرية فى قطر وستنشر قوات برية وجوية. وتهدف القاعدة العسكرية إلى التعاون فى كل المجالات العسكرية ومكافحة الإرهاب، فضلا عن تسريع خطوات التدريب فى مجال التعليم العسكرى والصناعات العسكرية وزيادة القدرة الدفاعية لقطر، كما يسمح الاتفاق بإجراء قطر مناورات عسكرية مشتركة فى تركيا.