قام مجلس السكان الدولى بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بإجراء الدورة الثانية للمسح التتبعى للنشء والشباب المصرى فى عام 2014، على عينة ممثلة لجميع محافظات الجمهورية من الشباب والفتيات، وذلك بهدف تحديث المعلومات عن هذه الفئة المهمة من المجتمع المصرى وتوفير البيانات اللازمة، التى تساعد متخذ القرار فى تبنى سياسات وبرامج نابعة من أدلة علمية، وذلك بهدف تحسين إمكانات وأوضاع الشباب المصري وكان من أبرز الخصائص والمؤشرات الرئيسة والسياسات المقترحة بعينة مسح النشء والشباب فى عام 2014 أن مصر تمر الآن بمرحلة تحول سكانى ديموجرافى يٌعرف بمرحلة « الكتلة الشبابية»فطبقا لبيانات مسح 2009 وجد أن نسبة السكان فى مصر فى الفئة العمرية 29 عاما فأقل بلغت 62% ، والفئة العمرية من 10 إلى 29 حوالى 40% من سكان مصر ، وقد بلغت نسبة الفئة العمرية من سن 10 إلى 17 سنة 44.7 % من اجمالى السكان ، وبمرور خمس سنوات أى عام 2014 بلغت نسبة الشباب فى الفئة العمرية من سن 15 حتى 24 سنة 42% من اجمالى نسبة المسح ، وزادت أعمار الفئة الأصغر سنا من 10الى 13 سنة الذين تمت مقابلتهم فى مسح 2009 ولم يعد لهذه الفئة تمثيل فى مسح 2014 ، أما بالنسبة للفئة العمرية من سن 30 إلى 35 فقد بلغت نسبتها 16.8 بينما كانت تلك الفئة خارج نطاق دورة المسح فى 2009 ،كما أظهرت نتائج المسح فى عام 2014 أن حجم الذكور فى الفئة العمرية من 13 إلى 35 سنة بلغت 51.2 %، كما أوضح المسح أنه مازال أغلبية الشباب وبنسبة 60.7% يقطنون المناطق الريفية كما هو الحال فى مسح 2009، بينما زادت نسبة الشباب المقيمين بالمناطق العشوائية من 5.6 % عام 2009 إلى 9.8 % فى عام 2014، وفى المقابل انخفضت نسبة الشباب فى المناطق الحضرية والتى كانت تبلغ فى 31.6% عام 2009 وأصبحت 29.5% بعام 2014 ومن أهم النتائج الذى رصدها المسح وتبدأ بالصحة والأمان حيث أوضح أن قسم الصحة شهد بعض التحسن من دورتى 2009 و2014 ويعتبر 48.5% من الشباب أنفسهم أصحاء فى عام 2014 عن 2009 والتى كانت نسبة الشباب الأصحاء 29.4% . كما انخفضت نسبة الفتيات اللاتى تعرضن للتحرش من الفئة العمرية من 13 حتى 29 سنة من 49.7% إلى 42.6% ، بينما شهدت الفئات من 13الى 17 سنة زيادة طفيفة فى التعرض للتحرش والتى كانت بنسبة 46.4% ووصلت إلى 49.5% أما عن التعليم رصد مسح 2014 أن حوالى 95 % بالفئة العمرية من 13 إلى 18 يلتحقون بالتعليم ، غير أنه مازال هناك مجموعة من الشباب لا تستطيع إكمال تعليمها الالزامى وتباينت نسب من أتموا التعليم الأساسى بعمر 16 سنة حسب المناطق الجغرافية حيث بلغت نسبتهم 87% فى حضر الوجه البحري ، و69% في محافظات الحدود. كما أوضح المسح وجود علاقة وثيقة بين مستوى تعليم الأباء والأبناء، حيث بلغت فرص التحاق الشباب للجامعة بالنسبة للأم غير المتعلمة 12% بينما تصل النسبة 93% فى حال حصول الأم على تعليم جامعي. أما عن التوظيف فلقد أوضح مسح 2014 تدهور ظروف عمل الشباب خلال الفترة الانتقالية ، على الرغم من تراجع معدل البطالة بين الشباب من 15.8% فى عام 2009 إلى 13.6% فى عام 2014 غير أن هذا التراجع لم يصاحبه زيادة فى مستويات تشغيل الشباب ويرجع ذلك فى الأساس لزيادة نسبة الشباب الذين قرروا أن يظلوا خارج قوة العمل ليأسهم من الحصول على فرصة عمل مناسبة لهم، أما عن الهجرة فعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى شاهدته مصر خلال الفترة الانتقالية فإن معدلات الرغبة فى الهجرة من الشباب لم تتغير بين مسحى 2009 و2014 ، حيث بلغت نسبة الشباب فى الفئة العمرية من 15 حتى 29 عاما الراغبة فى الهجرة خلال السنوات الخمس القادمة 17.2% بينما كانت فى المسح السابق 18.3% بذات الفئة العمرية. أما عن المشاركة المدنية والسياسية أوضح المسح زيادة نسبة مشاركة الشباب فى الانتخابات منذ عام 2009، وزادت معدلات الإقبال على الانتخابات القومية بنسبة تتراوح مابين 52% إلى 65% فى الاستفتاءات والانتخابات غير أن المسح أظهر أنه لا تزال معدلات مشاركة الشباب فى الأنشطة التطوعية منخفضة للغاية، وعن أهم القضايا المستقبلية والتى لابد أن تهتم بها الدولة يرى 71 % من الشباب أن أهم تلك القضايا رفع مستوى المعيشة للمواطنين بينما يرى 29% من الشباب أن أهم القضايا مكافحة الفساد وعن آراء وتوجهات الشباب حول أدوار النوع الاجتماعى كشفت نتائج المسح عن توجه مزيد من الشباب نحو المساواة بين الرجال والنساء فى الحصول على التعليم وحق التصويت فى الانتخابات وحق المرأة فى الطلاق والخلع.