فى شهر مايو الماضى جاءت لى فرصة لزيارة طابا أنا وأسرتى، وقد سعدت جدا بهذا الأمر نظرا لحبى الشديد لسيناء، خاصة وأن طابا هى آخر جزء عزيز انضم إلى أرض الوطن، وفى هذه الأثناء وقع حادث الاعتداء الآثم على ثلاثة من قضاة مصر فى شمال سيناء، مما أدى إلى استشهادهم فى حادث إرهابى مروع. وبدأت أقلق من فكرة السفر إلى سيناء فى هذا التوقيت، وفكرت جديا فى تأجيل زيارتى لطابا، وحاول بعض الأصدقاء إقناعى بإتمام زيارة طابا، وكان رأيي أننى أخشى على أسرتى من الإرهاب, بينما عرض الأصدقاء طرحا آخر لم أكن أتوقعه، حيث أوضحوا لى أن طابا تختلف عن شمال ووسط سيناء، لأن طريق طابا يوجد به تأمين كامل من قواتنا المسلحة بداية من نفق أحمد حمدى أسفل قناة السويس، وحتى طابا . فتوكلت على الله وذهبت إلى طابا، وفق ماكان مقررا, وفي أثناء الرحلة كان كل تركيزى على المسافة من قناة السويس وحتى طابا وبالفعل شعرت بأن الأمن والأمان ينتشر فى المنطقة مما أسعدنى أنا وأسرتى وشعرنا بالزهو لرؤيتنا الطائرات تحوم حولنا فى كل مكان والأكمنة منتشرة على امتداد البصر، ولكن بقدر سعادتى بما أراه، كانت دهشتى أيضا عميقة، حيث قفز إلى ذهنى سؤال مهم هو إذا كانت قواتنا المسلحة الباسلة قادرة على تأمين طريق طابا بهذه الصورة الرائعة، لماذا طابا تكون فقط آمنة؟! لماذا لا ينتقل هذا النموذج المشرف فى تحقيق التأمين والسلام إلى شمال ووسط سيناء، وأيا كان السبب والاختلاف فى طبيعة المناطق، سيكون من الصعب قبول أن تكون لدينا مناطق بها إرهاب ومناطق أخرى لاتستطيع أن تمسها يد الإرهاب، إننى أرجو من أبطالنا فى القوات المسلحة تذليل كل العقبات التى تحول دون تأمين كامل سيناء. وليكن لنا فى طابا نموذج لتحقيق الأمن فى سيناء الغالية. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى