سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مؤتمر صحفى عقب جلسة المباحثات السيسى لميركل: نحترم وجهة نظركم وعليكم احترام وجهة نظرنا
ميركل ردا على «الأهرام»: زيارة السيسى تؤسس لتعاون مكثف فى المستقبل لمكافحة الإرهاب
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس جلسة مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية وعددا من الملفات من بينها تطورات المشهد الداخلى المصرى وملف منظمات المجتمع المدنى العاملة فى مصر ، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب. وعقب جلسة المباحثات، عقد السيسى وميركل مؤتمرا صحفيا، استهل خلاله الرئيس كلمته بالإعراب عن خالص شكره للمستشارة الألمانية على دعوتها الكريمة لزيارة ألمانيا، مؤكدا اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، حيث تستند العلاقات المصرية الألمانية إلى أساس متين من التعاون الثنائى فى مختلف المجالات وتسعى مصر من خلال التواصل مع الجانب الألمانى إلى الارتقاء بها وترسيخها. كما أعرب الرئيس عن شكره لكافة المصريين الذين توجهوا لألمانيا من كافة أنحاء أوروبا للإعراب عن تأييدهم لمصر. وأشار الرئيس إلى أن مصر لديها دافع كبير لتحقيق الحرية والديمقراطية إلا أن الظروف الحالية التى تمر بها البلاد صعبة للغاية، مشيرا إلى أن لقاءه بالقادة الألمان تناول بالتفصيل تطورات المشهد فى مصر والإنجازات السياسية التى تم تحقيقها خلال الفترة الماضية. وقال الرئيس إنه «لولا مصر وشعبها الذى خرج بالملايين لمكافحة الفاشية الدينية لكان للمنطقة شأن آخر ولم نكن نستطيع أن نترك بلدا به 90 مليونا لأن الأوضاع لو كانت قد تطورت أكثر من ذلك لكانت ستصبح مجرد دولة للاجئين وكنتم ستضطرون لإرسال المساعدات بالطائرات ولن تستطيعوا النزول على أرض مصر». وأضاف: «لدينا قصور لأننا لم نستطع إرسال الرسالة كاملة كى تعرفوا حقيقة الأمور فى مصر. الجيش المصرى لديه علاقة خاصة بشعبه لأن الجيش جزء من الشعب وملك له وليس ملكا لأى حاكم بدءا من مبارك وحتى السيسي.. فما حدث فى مصر أمر كبير جدا». وحول أحكام الإعدام، قال الرئيس إن الديمقراطية تقول إن هناك وجهة نظر لكم نحترمها ولنا وجهة نظر يجب أن تحترموها ، مضيفا أن مصر دولة دستورية ذات قانون وسيادة والقضاء المصرى مستقل لا يمكن التعليق عليه أو مناقشة أحكامه ولكن هذا لا يمنع توضيح الأمور، مشيرا إلى أن قرارات الإحالة للمفتى هى مجرد استبيان لتنفيذها من وجهة النظر الشرعية. وأشار إلى أن أحكام الإعدام التى صدرت غيابيا تسقط بحكم القانون بمجرد القبض على المتهم المحكوم عليه ويتم إعادة محاكمته، كما أن هناك درجات للتقاضى حيث إن الحكم الصادر بالإعدام يكون أول مرحلة للتقاضى يليه مراحل أخرى لضمان التأكد من ارتكاب المتهم الجرم. وأكد الرئيس أن القانون الجنائى فى مصر يخضع للاعتبارات الدولية وليست محاكم ثورية تصدر أحكاما عشوائية على المواطنين، مشيرا إلى أن مصر حريصة على الحياة والإنسان مثلها مثل الدول الأوروبية. وأشار الرئيس إلى أنه يوم الثالث من يوليو 2013 صدرت بيانات لم تمس أى أشخاص ولكن كان هدفها إنقاذ البلاد وكانت الفرصة متاحة للجميع للمشاركة، مؤكدا أنه أراد مجددا توضيح الأمور وإيصال الحقيقة للعالم. وأوضح أنه استعرض مع المستشارة الألمانية عددا كبيرا من الموضوعات على رأسها الأوضاع فى المنطقة ومكافحة الإرهاب ومنظمات المجتمع المدنى ودورها فى مصر، مشيرا إلى أن دور هذه المنظمات كان صعبا للغاية خلال السنوات الماضية بسبب الحالة الثورية التى كان يعيشها الشارع المصري. وأضاف أن المنظمتين الألمانيتين كانتا تمثلان شخصيات ألمانية عظيمة لها تقدير فى مصر ، لكن مصر كانت فى حالة ثورية وما حدث لم يكن محاولة لتضييق الخناق على الجمعيات. وردا على سؤال للرئيس السيسى من أحد الصحفيين الألمان حول إمكانية سحب حكم الإعدام عن الرئيس المعزول محمد مرسى ، قال الرئيس إن الرئيس المعزول كان منتخبا بطريقة ديمقراطية لكن الشعب المصرى الذى أعطاه 51% لم يجد وسيلة أخرى طبقا للدستور لنزع هذه الشرعية عنه، إلا بالنزول فى شوارع مصر. وأضاف الرئيس قائلا: «أنا متفهم معنى عقوبة الإعدام لدى الشخصية الألمانية وأؤكد مرة أخرى أن هذه درجة تقاض أولى فى المحكمة ولا استطيع أن أقفز على الوقت والإجراءات لكن دعونا نترك الإجراءات تأخذ وقتها وتأخذ المحاكمة إجراءاتها الطبيعية لنرى ما يمكن اتخاذه بعد ذلك». ومن جانبها، أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن المانيا تقدر جهود مصر لتحقيق الاستقرار الداخلى اقتصاديا وسياسيا وكذلك في المنطقة المحيطة بها باعتبارها واحدة من أهم الدول المركزية فى المنطقة، مشيرة الى التعاون الوثيق بين مصر والمانيا فى مختلف المجالات. وقالت إن الحوار المستمر بيننا هو الطريق الوحيد لطرح الاختلافات فى وجهات النظر . وأضافت ميركل أن المانيا لا تستطيع مواجهة خطر الارهاب بمفردها ، لذلك فإن التعاون مع مصر فى هذا المجال مهم للغاية . وردا على سؤال للأهرام حول مدى الدعم الذى تقدمه ألمانيا لمصر فى مجال مكافحة الإرهاب ، قالت المستشارة الألمانية إن هذه الزيارة تؤسس لاتصالات دورية وتعاون مكثف بين مصر والمانيا فى المستقبل لمواجهة هذا الخطر. وأشارت ميركل إلى أن مباحثاتها مع الرئيس السيسى تناولت كافة الموضوعات الثنائية المتعلقة بالشراكة بين البلدين. وأعربت عن أملها فى ان تتطور مصر اقتصاديا لتحقق لشعبها افاقا مستقبلية رحبة، مضيفة انه لهذا السبب تنعقد ايضا خلال زيارة الرئيس اللجنة الاقتصادية المصرية الالمانية المشتركة لبحث مساهمة المانيا فى دعم مصر اقتصاديا ، معربة عن اعتقادها بأن مصر تسير فى الطريق الصحيح لتحقيق الرفاهية وهو ما دفع وزير الاقتصاد الالمانى للمشاركة فى مؤتمر شرم الشيخ على رأس وفد اقتصادى كبير. وأكدت المستشارة الالمانية أن المانيا تدرك دور مصر المركزى فى التعامل مع قضايا المنطقة مثل الدفع بعملية السلام وكسر الجمود فيها وكذلك دورها فى تحقيق المصالحة بين حركتى فتح وحماس. كما أشارت إلى اهمية الدور المصرى فى اعادة الاستقرار فى ليبيا، مشيرة الى ان مصر تتعرض لمخاطر بسبب الحدود الطويلة مع جارتها ، كما أشارت كذلك الى مواجهة خطر الإرهاب الذى يمثله تنظيم داعش. وأوضحت أن مصر والمانيا سيضعان استراتيجيات مشتركة لمواجهة هذا الخطر . وقالت ميركل ان المصريين يرغبون فى العيش بسلام وأمن والمانيا ستساعدهم على ذلك. وأضافت أن المباحثات مع الرئيس السيسى تناولت ايضا اختلافات البلدين فى وجهات النظر مثل مصير المؤسسات السياسية الالمانية العاملة فى مصر وضرورة استئناف نشاطها من جديد. كما قالت إن المانيا ترفض أحكام الاعدام التى صدرت فى مصر وأن هذا الأمر محل اختلاف فى وجهات النظر مع الجانب المصرى ، مشيرة إلى أن ذلك لا يؤثر على الشراكة بين الجانبين. وأكدت ضرورة الحوار المشترك لحل الخلافات والحوار المشترك والتعاون، مشيرة إلى أن هذا الاختلاف فى وجهات النظر لا يعد المرة الأولي، موضحة أن ألمانيا انتقدت الأوضاع فى مصر خلال حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي. وأضافت أن 30 مليون مصرى الذين نزلوا فى شوارع مصر يوم 30 يونيو 2013 نجحوا فى التغيير. ميركل تداعب الصحفيين: عطل فى المصعد سبب تأخر المؤتمر برلين بعثة الأهرام: داعبت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وسائل الإعلام، التى احتشدت لتغطية المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك في بداية المؤتمر بعد تأخره عن موعده الأصلي،حيث قالت:«المؤتمر تأخر عن موعده بسبب عطل فى المصعد»، وقد ظهر عليها الإجهاد وهى تتحدث بطريقة متقطعة بسبب استخدامها والرئيس السيسي سلالم مقر المستشارية.وقوبلت مداعبة ميركل بالضحك من الرئيس السيسى والصحفيين، وذلك فى بداية المؤتمر الصحفى.