لندن: سالم وهبي من يزور لندن هذه الأيام يتأكد أن عاصمة الضباب تشرق عليها شمس التغيير من كل اتجاه بعد أن أعلنت بريطانيا حالة الاستعداد القصوي بين كل أجهزتها استعدادا لاستقبال دورة الألعاب الاولمبية والألعاب الباراليمبية للمعاقين في27 يوليو المقبل والتي ينتظرها مئات الملايين حول العالم.. ولا تقتصر أهمية هذا الحدث العالمي الرياضي الضخم علي أن أنظار العالم تتجه نحو لندن لمتابعة الانجازات الجديدة في عالم الرياضة, ولكن بريطانيا تعول علي أن تكون تلك الدورة بمثابة طوق النجاة لها من أزمتها الاقتصادية, ونافذة تطل منهاعلي العالم لجذب مزيد من الاستثمارات للاستفادة من التراث الذي تخلفه الدورة الأوليمبية من بنية أساسية وتحديث في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والاتصالات والمواصلات.. بالإضافة إلي تسويق خبراتها في الإدارة والتنظيم والخبرات التي اكتسبتها شركاتها علي مدي فترات الإعداد لهذه الدورة وتصدير تلك الخبرات لأنحاء العالم. وقبل نحو100 يوم من انطلاق أعمال الدورة الأوليمبية يشعر من يزور لندن بأحاسيس متناقضة, فشوارع لندن لاتزال تعج بأعمال الحفر لتطوير الشبكات الأرضية ومد الكابلات وتحديث البنية التحتية لاستقبال ما يزيد علي10 ملايين زائر خلال فترة المنافسات علي مدي شهري يوليو وأغسطس. مشاعر التناقض بين السعادة الناتجة عن استقبال هذا الحدث العالمي وما يمكن أن يحققه من مكاسب مادية من السائحين والزوار وتوفير فرص عمل للمتعطلين وبين المخاوف من تحديات توفير الأمن والتهديدات الإرهابية من بعض المتعصبين والحد من انبعاثات الكربون التي تهدد البيئة, والزحام واضطرابات المرور في شوارع لندن الضيقة, كل هذه المشاعر يعكسها سائق التاكسي البولندي الأصل الذي يعمل في شركة اندرسون لي خلال رحلتي من مطار هيثرو إلي فندن كمبرلاند وسط العاصمة لندن, فهويري أن حجم النفقات الحكومية كبير جدا في ظل المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها البريطانيون, وربما لا تساوي العائد الاقتصادي المتوقع من عائدات تنظيم الدورة لأن معظم تلك العائدات سوف تذهب للشركات الكبري والأجهزة الحكومية, بينما المواطن الانجليزي سيتحمل معاناة الزحام وارتفاع أسعار السلع نتيجة للضغط الكبير من الزائرين قال السائق: أنا أعمل في شركة التاكسي8 ساعات يوميا وقيمة الأجرة محددة, ولن استفيد من زيادة عدد السائحين, ولكن علي العكس ربما يكون الزحام في الشوارع عقبة أمام حركة السيارات ويؤدي إلي إغلاق كثير من الطرق. علي الجانب الآخر تتوقع دوائر المال والأعمال في انجلترا أن تسهم الدورة الأوليمبية في تحقيق عوائد مالية تتجاوز21 مليار استرليني أي نحو200 مليار جنيه مصري, وتوفير فرص عمل جديدة ويستفيد من تلك التدفقات النقدية شركات الخدمات والفنادق والمطاعم والمقاهي ومحال التذكارات ووسائل النقل وشركات السياحة والاتصالات, والأهم من ذلك كله هو التراث الذي سوف تتركه الدورة الأوليمبية بعد انتهائها من خدمات متقدمة في كل القطاعات ومنها الاتصالات التي يقول عنها هيوارد ديكت مدير البرامج بشركة الاتصالات البريطانية بي.تي: نحن شركاء في هذا الحدث منذ دعمنا لندن لاستضافة الأوليمبياد خلال المناقشة عام2004 وأن عملاءنا حول العالم خلال الدورة يصلون إلي4.5 مليون شخص سوف يجرون اتصالات من وإلي لندن وتوسعنا في شبكة الاتصالات لتشمل94 موقعا وأن كل التقارير الرياضية التي سينقلها الإعلام والصور وملايين المكالمات والبريد الإلكتروني سوف تتم من خلال شبكتنا وسوف تحمل شبكة الاتصالات في أوقات الذروة60 ميجا بايت من المعلومات تعادل3 آلاف صورة في الثانية الواحدة واستعددنا لاستقبال مليار زيارة علي شبكة الإنترنت علي موقع أوليمبياد لندن خلال فترات المنافسات وسوف يشارك فريق عمل من800 فني من الشركة لتقديم الخدمات علي مدي اليوم لتقديم خدمات ناجحة للمتعاملين مع خطوط الاتصالات. يقول ديكت: إن شركة الاتصالات البريطانية, رفعت قدرة شبكة الاتصالات لمواجهة الطلب المتزايد عليها إلي ما يعادل4 أضعاف قدرة الشبكة التي كانت مستخدمة في دورة ألعاب بكين في عام2008, وتم إدخال2818 خط تليفون للشقق السكنية في القرية الرياضية لخدمة المدربين والمقيمين بالقرية.