سادت فى الفترة الأخيرة حالة من التخبط والارتباك داخل جماعة الإخوان الإرهابية ، خاصة بعد صدور عدد من الأحكام القضائية على قادتها ومنهم الرئيس المعزول محمد مرسى ، ومحمد بديع مرشد الإخوان وعدد من قادة مكتب الإرشاد. ويؤكد المراقبون ان اوساط الجماعة تشهد حاليا مشكلات عديده بين شباب الجماعة والقادة الهاربين فى الخارج ومنهم محمود عزت، ومحمود حسين ،ومحمود غزلان قد بدأت تطفو على السطح بعدما كانت تدور فى الدوائر المغلقة ،وتتمثل تلك المشكلات فى إدراك شباب الجماعة أن القادة أوقعوهم فى حالة صدام مع الشعب والدولة، بعدما تبنوا منهج العنف والعمليات المسلحة من خلال التوحد والاتفاق مع العناصر المتطرفة وأبرزها جماعة» أنصار بيت المقدس» للقيام بعمليات إرهابية فى سيناء وداخل المحافظات، وهو ما أدى إلى حالة من الغضب لدى الشعب المصرى تجاه الجماعة أدت الى ان تلفظهم جموع الشعب. ولم تتوقف المشاهد عند ذلك الحد -كما يرى المراقبون- بل إنها تطورت إلى تكذيب بعضهم البعض فى تصريحات علنية، خاصة بعد إعلان محمود حسين الأمين العام للجماعة تولى محمود عزت النائب الأول للجماعة منصب المرشد رسميا بدلا من محمد بديع المحبوس حاليا،والرد من قبل أعضاء فى الجماعة رفضهم لتلك التصريحات وأن بديع هو المرشد. الدكتور خالد الزعفرانى الخبير فى شئون الحركات الإسلامية والقيادى السابق بجماعة الإخوان يقول إن الجماعة بصفة عامة تقوم على فلسفة واحدة وهى أنها فى أيام المحن والأزمات لاتغير من قادتها شيئا، خاصة مكتب الإرشاد، فأعضاؤه قائمون بتشكيلته السابقة حتى وإن كانوا فى السجون، لكن بعض الهاربين منهم وعلى رأسهم محمود عزت، والذى يعتقد أنه متواجد فى اليمن الآن- هو من يدير الجماعة ولكنه لم يعين مرشدا لها. وأضاف الزعفرانى أن جماعة الإخوان تدفع ثمن العنف الذى تبنته فى منهجها خاصة بعد الإطاحة بهم من سدة الحكم خلال ثورة شعبية فى 30 يونيو، وقد كان اعتصام رابعة خير دليل وشاهد عندما استعانوا بالإرهابى عاصم عبد الماجد، ومحمد عبد المقصود، واللذين أكدا أنه لاتوجد سلمية بعد اليوم ، وأنه سيتم الاستعانة بمقاتلين وإرهابيين بالآلاف لعودة مرسى إلى الحكم، وهذا ما أدى إلى إراقة الدماء وإثارة الفوضى والعنف فى البلاد،وهنا رفض الكثيرون من شباب الجماعة تبنى هذا الفكر ،خاصة أنهم خلال ثورة 25 يناير 2011 كانوا يدعون إلى «السلمية» لكنهم سرعان ما انقلبوا ، وأكد خالد الزعفرانى أن الانشقاقات ستتواصل خلال الأيام القادمة، وأن هناك عددا من الشباب يراجعون أفكارهم ويحاولون الانخراط فى الشعب، مضيفا أن الجماعة الإرهابية كانت تحاول تصدير فكرة أن مايحدث ضدها هو حرب «ضد الإسلام» وهذا غير صحيح وهو الامر الذى بدأ يدركه شباب التنظيم .