بعد تكرار حوادث غرق المهاجرين المأساوية، أقر أمس الاتحاد الأوروبى قرارا غير مسبوق لإطلاق عملية بحرية، للتصدى لأنشطة المهربين الذين يستغلون يأس المهاجرين المستعدين للقيام بأى شيء من أجل عبور المتوسط، أملا فى الوصول إلى أوروبا. وتقضى هذه المهمة بنشر سفن حربية وطائرات مراقبة تابعة للجيوش الأوروبية بالقرب من سواحل ليبيا، التى أصبحت المركز الرئيسى لحركة تهريب المهاجرين. كما تقضى المهمة بمنع المهربين لاحقا من استعادة المراكب، بعدما لم يترددوا فى فتح النار على خفر السواحل الإيطالية، لاسترجاع هذه المراكب. وسيكون من الممكن الشروع على الفور بتشديد المراقبة على السواحل وشبكات تهريب المهاجرين، واعتراض سفن لا تحمل علم أى بلد، قبل الحصول على قاعدة قانونية دولية لذلك. وتتطلب العملية موافقة الأممالمتحدة على أن تبدأ فى حيز التنفيذ فى يونيو المقبل، بعد أن تم إقرارها رسميا من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ال 28 بعد اجتماع مع نظرائهم من وزارات الدفاع. وأوضحت فيديريكا موجيريني، مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن العملية ستسمح "بتفكيك الشبكات التى تقوم بالاتجار بالبشر فى البحر المتوسط". وأكدت أنه من غير المطروح القيام بعمليات عسكرية على الأراضى الليبية. وقال مايكل فالون ،وزير الدفاع البريطاني، إن "البحرية الملكية تقوم حاليا بإنقاذ أرواح فى البحر لكن علينا أيضا أن نتفق على تحركات لملاحقة عصابات المجرمين". وذكرت صحيفة "ذى صانداى اكسبريس" أن بريطانياتسعى لإرسال 200 من مشاة البحرية الملكية إلى البحر المتوسط. وأضافت أن هذه الخطوة، التى قد تشهد قيادة المملكة المتحدة لعملية متعددة الجنسيات أمام سواحل شمال أفريقيا، تأتى وسط تقارير عن أن تنظيم داعش الإرهابى يستخدم أزمة اللاجئين لتهريب المقاتلين إلى بريطانيا وأوروبا. وأشارت الصحيفة الى أن دور المملكة المتحدة فى هذا الحصار يوصف بأنه "مقايضة" لإصرار رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بعدم قبول بريطانيا للمهاجرين الفارين من ليبيا لأوروبا. يأتى ذلك فى الوقت الذي، كشفت فيه صحيفة "ذى تايمز" البريطانية عن أن المملكة المتحدة مستعدة لتقديم طائرات بدون طيار ودعم استخباراتى للمساعدة فى إنشاء مقر عسكرى لشن عمليات مسلحة ضد مهربى المهاجرين فى ليبيا. فى الوقت نفسه، حذر ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الأطلنطى "الناتو"، من احتمال أن يندس "إرهابيون" وتكفيرين بين المهاجرين غير الشرعيين الذين ينطلقون من السواحل الليبية فى مراكب لعبور المتوسط. وقال ستولتنبرج "إنها مأساة إنسانية، هناك أشخاص يقضون وهم يحاولون عبور المتوسط ومن المهم أن يتحرك الاتحاد الأوروبي"، ومرحبا بإقرار عملية بحرية أوروبية لمكافحة أنشطة مهربى المهاجرين. وأعرب ستولنبرج عن اعتقاده بأن هذه العملية من صلاحيات الاتحاد الأوروبى وليس "الناتو" لآن الأمر يتعلق ب"شبكات إجرام وضبط الحدود والهجرة".