فى الوقت الذى استمرت فيه فعاليات مؤتمر "من أجل إنقاذ الوطن وبناء الدولة" حول اليمن الذى تستضيفه الرياض لليوم الثانى، قصفت القوات السعودية أهدافا للمقاتلين الحوثيين باليمن عبر الحدود بعد أن أطلقوا النار على موقع عسكرى، بينما استأنف طيران التحالف العربى, الذى تقوده السعودية، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين فى محافظة عدنجنوب اليمن، وصعدة المعقل الرئيسى للجماعة فى وقت مبكر من صباح أمس، عقب انتهاء مدة الهدنة الإنسانية فى اليمن. وذكرت مصادر صحفية يمنية، أن غارات جوية استهدفت عدة مواقع فى محافظة عدنجنوب اليمن، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت مناطق صلاح الدين والعريش، والمطار والتواهى الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، موضحة أن إحدى الغارات استهدفت القصر الرئاسى فى المنطقة ذاتها، حيث سمع دوى انفجارات عنيفة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع. وتسيطر ميليشيا الحوثى مدعومة بالجيش الموالى للرئيس اليمنى السابق على صالح، على معظم المناطق فى محافظة عدن، بعد مواجهات مسلحة عنيفة بينها وبين المقاومة الشعبية خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى. من جهة أخرى، أفاد سكان محليون، بأن غارات عنيفة شنها طيران التحالف، على منطقة غور فى محافظة صعدة، مع استمرار تحليق الطيران بشكل كثيف. ومن جهته، أرجع رياض ياسين، وزير الخارجية اليمنية، استئناف التحالف العربى لغاراته على عدن وصعدة إلى انتهاك الحوثيين وحلفائهم للهدنة الإنسانية، موضحا أن التحالف لا ينظر حاليا فى أى عرض لوقف إطلاق النار برغم مناشدة من الأممالمتحدة لتمديد الهدنة، لكنه أكد أن الغارات الجوية الجديدة ستتجنب مطار صنعاء وميناءى عدن والحديدة لإفساح المجال أمام وصول المساعدات. وقد عقب وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى، فى تصريحات للصحفيين فى العاصمة الكورية الجنوبية سول, على هذه التطورات بقوله:"نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود، وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دائما أنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن واشنطن أيدت تمديد الهدنة الإنسانية فى اليمن، لكن تحركات الحوثيين جعلت ذلك صعبا. فى غضون ذلك، أفادت مصادر محلية يمنية، بأن مسلحين تابعين للمتمردين الحوثيين فجروا أمس منزل اللواء محمد على المقدشى، رئيس هيئة الأركان العامة المعين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادى فى مدينة ذمار شمال البلاد. وأضافت أن تفجير المنزل جاء بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحى الحوثى، وحراسة منزل المقدشى خلفت إصابات من الطرفين، دون معرفة أسباب اندلاعها. وكان الرئيس هادى، قد أصدر قرارا جمهوريا، من مقر إقامته فى العاصمة السعودية الرياض، بتعيين اللواء المقدشى رئيسا لهيئة الأركان العامة، خلفا للواء حسين خيران الذى كان هادى قد اتهمه فى وقت سابق بالمشاركة فيما سماه ب "الانقلاب" على الشرعية الدستورية، وأعلن إحالته للمحاكمة العسكرية.