3 - ربما يكون ضروريا ومفيدا أن نتذكر أنه عندما بدأت موجات الهجرة الصهيونية الأولى تتدفق من روسيا صوب أرض فلسطين للبدء فى إنشاء المستعمرات الصهيونية المسماة «الكيوبتزات» كانت هناك مجموعة من الثوابت التى تحكم عمل هؤلاء المهاجرين اليهود وهى: 1. أن الأرض التى يحصلون عليها فى فلسطين - طوعا أو كرها - لن تعود ملكيتها للعرب مرة أخرى بأية حالة وتبقى ملكا للشعب اليهودى فى كل مكان. 2. الالتزام بمنع العمال العرب مرة أخرى من العمل على هذه الأراضى المنهوبة والمستولى عليها. 3. وقف كل أشكال التعامل والتعاون الاقتصادى مع العرب فى فلسطين . ومن الضرورى أيضا أن نتذكر أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تقدم الزعيم الصهيونى «حاييم وايزمان» باقتراح إلى مؤتمر السلام طالبا تحويل فلسطين إلى دولة يهودية وتضمن اقتراحه نصا مباشرا يدعو إلى طرد العرب من فلسطين بالقوة وإسكانهم على ضفاف دجلة والفرات الخصبة. وخلال سنوات الانتداب البريطانى على فلسطين منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى كان صوت العجوز الصهيونى «جابوتنسكي» هو المعبر الحقيقى عن الأفكار الصهيونية الخاصة بترحيل الفلسطينيين وكانت له مقولة وقحة ومشهورة فى نوفمبر عام 1939يقول فيها : «إنه ليس هناك خيار.. يجب أن يخلى العرب المكان لليهود فى أرض إسرائيل.. شكرا لله فنحن اليهود لا ننتمى إلى الشرق لذلك يجب أن نكنس الروح الإسلامية من أرض إسرائيل». ومن وحى هذه الأفكار الشريرة لجابوتنسكى ولدت عصابة «أرجون زفاى لومي» بزعامة «مناحم بيجن» وعصابة «شتيرن» بزعامة «اسحاق شامير» وكان الملهم الروحى للعصابتين هو «يوسف وايتز» صديق «ديفيد بن جوريون» والمعروف فى الوسط اليهودى بلقب نهاب الأراضى عندما تزعم أول لجنة لتنفيذ عمليات الترانسفير فى حقبة الأربعينيات تحت لافتة نريد فلسطين بدون عرب. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: * أبشع الظلم يقع عندما يكون الجانى من أهلك وعشيرتك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله