مرت أمس الذكرى السابعة والستون لنكبة الشعب الفلسطينى فى عام 1948، ذكرى التهجير من الأرض والطرد من الديار على يد العصابات الصهيونية التى ارتكبت أبشع الجرائم ضد القرى والبلدات الفلسطينية من أجل احتلالها واغتصابها من يد أبنائها. وقد مثلت القضية الفلسطينية ومازالت تمثل القضية المحورية الأولى لمصر والعرب وكانت شغلهم الشاغل طوال هذه الفترة، كما شغلت قلوب وعقول الشعوب العربية وشكلت وجدانهم فتفاعلوا معها فى حياتهم وحملوها فى ضميرهم، ورغم الجهود الحثيثة عبر هذه السنين الطوال للتوصل الى حل عادل للقضية، فإن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب التعنت الإسرائيلى. وقد كان الدور المصرى دائما حاضرا فى دعم القضية منذ الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الآن حيث لم تدخر جهدا، ولم تتوان فى يوم من الأيام عن دعم أشقائها فى الأراضى المحتلة وتقديم يد العون لهم بكل الوسائل الممكنة. وقد خاضت مصر فى سبيل نصرتها أربع حروب، فقدت خلالها الآلاف من خيرة شبابها لنصرة الحق العربى وتحقيق الحلم الفلسطينى بقيام دولتهم المستقلة. ومازالت القاهرة تلعب الدور الأساسى فى محاولة توحيد الصف الفلسطينى ودعم جهود المصالحة بين فصائله فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وإزالة آثار الانقسام الذى تستغله إسرائيل وتحاول من خلاله تكريس الانفصال لتهويد الأرض والمقدسات وفرض الواقع الاستيطانى. من ناحية أخرى، تمثل القضية الفلسطينية مثالا صارخا على ظلم النظام العالمى وكيله بمكيالين وتحيزه ضد القضايا العربية، حيث إن الشعب الفلسطينى هو الوحيد من بين شعوب العالم الذى مازالت أرضه محتلة وتمارس ضده أبشع صور الانتهاكات والقمع، وتغتصب حقوقه كل يوم أمام أعين الجميع دون أن يحرك ذلك ساكنا فى الوقت الذى تضرب فيه إسرائيل عرض الحائط بكل القرارات الدولية. ويحيى الفلسطينيون ذكرى النكبة يوم 15 مايو من كل عام، وتشير الإحصاءات إلى انه تم تشريد وتهجير نحو 800 ألف فلسطينى من قراهم ومدنهم من أصل 1٫4 مليون فلسطينى كانوا يقيمون فى 1300 قرية ومدينة خلال فترة النكبة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام