يتردد في الاونة الاخيرة ان مصر مقبلة علي الافلاس خلال الاشهر الثلاثة المقبلة نتيجة للتدهور الاقتصادي الذي تعيشه وتعثر عجلة الاقتصاد القومي..وحول صحة هذا التحليل ومدي حقيقته, طرحنا هذه القضية علي عدد من خبراء المالية والاقتصاد للوقوف علي حقيقة الامر. بداية يؤكد الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق ان هذا الكلام ليس له اي اساس من الصحة وان افلاس مصر خرافة لاتعتمد علي حقيقة علمية ثابتة او منطق علمي سليم وان من يرددون هذا الكلام هم المصابون بثقافة الاحباط التي عاشتها مصر في السنوات الماضية والتي يجب ان تمحي بعد ثورة25 يناير موضحا ان الكلامن عن افلاس مصر لايبني علي اساس اقتصادي سليم فمثلا دول شرق اسيا في ازمتها الطاحنة خلال الفترة من(1997 1998) وصل الاحتياطي النقدي فيها الي الصفر ولم تعلن افلاسها لانها نفذت خطط لاعادة الحياة للاقتصاد الاسيوي ونجحت في غضون عام واحد في اعادة هيكلة النظام المصرفي. واشار د. سمير رضوان الي اننا في مصر يمكن ان نستفيد من هذه التجربة خاصة ان البنية الاقتصادية في مصر, موجودة وسليمة ولم تدمر كما في سوريا واليمن وليبيا فلو اراد السائح الأجنبي ان يعود لمصر سوف يجد الفنادق واماكن الزيارة كما هي وكذلك اذا اراد المستثمر ان يعود فسوف يجد المشروعات والمصانع كما هي, كما انه يجب علينا التخلي عن الاعتصامات والاضرابات الفئوية والوقوف عند المشاكل المؤقتة مثل نقص البنزين والسولار وغير ذلك, المطلوب ان تقدم الحكومة رؤية شاملة تطمئن المواطن علي حقوقه وانها مصونة وانه مشارك في عملية النهضة. اما الدكتور حازم الببلاوي وزير المالية السابق والخبير الاقتصادي الكبير فيقول انه من الناحية الفنية لاتوجد دولة تفلس وانما توجد دولة تواجه مشاكل اقتصادية وصعوبات في مواجهة التزاماتها. اما الافلاس فهو ينطبق علي التاجر فقط. وان اكبر واهم صعوبة تواجه مصر والاقتصاد الوطني حاليا هي ميزان المدفوعات. ويري د. الببلاوي وزير المالية السابق ان اهم تحد يواجه الاقتصاد الوطني هو الاستقرار والشعور بالأمن والوضوح السياسي فيجب ان يشعر المواطن والمستثمر بالاستقرار الامني والسياسي وتوجهاته ويجب ان يطمئن الناس علي حياتهم ومشروعاتهم حتي تدور عجلة الاقتصادي, وعندما يتحقق الامران سوف يكون النهوض الاقتصادي امرا ميسورا وسهلا. ويعتقد الدكتور ايهاب الدسوقي استاذ الاقتصاد والتمويل بأكاديمية السادات ان الحديث عن افلاس مصر نوع من الفزاعات الاقتصادية التي تشوه بها الثورة والاقتصاد المصري و يجب ان يكون معلوما ان الدخل والناتج القومي المصري مازال بخير فمن الصعوبة بمكان ان يحدث افلاس لمصر لان هناك ميزة في الاقتصاد المصري بأنه الي حد كبير اقتصاد متنوع يعتمد فيه الناتج علي الزراعة والصناعة والخدمات وبصورة متوازنة. واوضح الدسوقي انه لاتو جد اي توقعات منطقية تشير الي افلاس مصر علي الرغم من عدم وجود اي قرار او اجراءات لاصلاح الاقتصاد او النهوض به خلال العام الماضي ويري ان الاصلاح الاقتصادي الذي يجب ان يتم البدء فيه فورا والسهل في التطبيق والتنفيذ وهو ضرورة ضم الصناديق الخاصة للموازنة العامة وتسهيل اجراءات تراخيص للاستثمار بحيث يكون بالاخطار حتي نشجع الاستثمارات المحلية والاجنبية مع وقف الفساد المستشري في كل نواحي الاقتصاد مثل مايحدث في عقود مناجم الذهب وبغير تحقيق ذلك لا ننتظر تحسنا او نهوضا للاقتصاد الوطني.