دخلت الهدنة الإنسانية التى دعت إليها السعودية لدعم عمليات الإغاثة فى اليمن حيز التنفيذ الليلة قبل الماضية، إلا أن ذلك لم يؤد إلى توقف القتال وفق مصادر يمنية أكدت أن المتمردين الحوثيين قصفوا بشكل عنيف بالدبابات والقذائف عدة مواقع فى تعز بوسط اليمن، مدعومين بالقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح أمس، فى محاولة لاستعادة السيطرة على معسكر جبل العروس الذى سيطرت عليه المقاومة الشعبية فى وقت سابق. وأشارت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إلى أن هناك قتلى وجرحى سقطوا من المدنيين جراء القصف، والاشتباكات المتقطعة بين المقاومة الشعبية والقوات الحوثية. وقالت المصادر ذاتها: «لم يلتزم الحوثيون بأى هدنة، واستمروا بقصف تعز حتى بعد إعلان سريان الهدنة مباشرة». ومن ناحية أخرى، أفادت مصادر من مدينة عدن بأن عناصر الحوثيين استمرت بقصف المنازل حتى بعد سريان الهدنة، مشيرة إلى سقوط قتيل مدنى وإصابة طفلة جراء القذائف الذى طال أحد المنازل. وقالت المصادر إن الاشتباكات تواصلت فى عدد من المديريات الواقعة فى عدن، فى الوقت الذى أحكم فيه الحوثيون سيطرتهم على معظم المديريات فى المحافظة. وأكدت المصادر أن المحافظة شهدت تحليقا مكثفا لطيران التحالف. وكان المتحدث باسم قيادة التحالف العربى العميد ركن أحمد عسيري، قال فى وقت سابق :«قيادة التحالف التزمت بالهدنة الإنسانية رغم عدم الثقة بالتزام الميليشيات الحوثية». وأضاف عسيرى لقناة «العربية» أن الحوثيين كانوا يقصفون مناطق حدودية سعودية حتى اللحظة الأخيرة وقبل دقائق من بدء الهدنة. وتابع أن هذا يجعله لا يثق فى ان جماعة الحوثى ستلتزم بالهدنة. وقال إن أى سفن إيرانية تبحر إلى اليمن يجب أن تحصل على تصريح من السلطات اليمنية أو من التحالف للقيام بالرحلة. وفى هذه الأثناء، رحب مجلس الأمن الدولى ب «مبادرة السعودية والحكومة اليمنية لإرساء هدنة إنسانية فى اليمن، مطالبا أطراف النزاع باحترام الهدنة. وقال المجلس، فى بيان صدر بإجماع اعضائه ال 15، إنه «يبدى قلقه العميق إزاء العواقب الانسانية الخطيرة لاستمرار العنف فى اليمن»، مطالبا أطراف النزاع فى هذا البلد ب «وقف عملياتهم العسكرية بصورة شفافة وموثوق بها» طيلة فترة سريان الهدنة. كما طالب أعضاء المجلس ب «السماح بدخول وايصال مواد الإغاثة الاساسية للسكان المدنيين، بما فى ذلك الغذاء والدواء والوقود».كذلك حض مجلس الامن فى بيانه «كافة الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة». وأعرب المجلس أيضا عن «دعمه الكامل» لمبعوث الاممالمتحدة الجديد الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد الذى وصل الى صنعاء فى محاولة لاستئناف مفاوضات السلام، ودعا أعضاء المجلس أيضا كل اطراف النزاع الى المشاركة «بدون شروط مسبقة وبحسن نية» فى المفاوضات التى ترعاها الأممالمتحدة. وفى غضون ذلك، طالبت الولاياتالمتحدةإيران أمس بتغيير مسار سفينتها للمساعدات الإنسانية إلى اليمن لتتوجه الى جيبوتى، حيث تشرف الأممالمتحدة على توزيع المساعدات الإنسانية فى اليمن. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيفن وارن بأن الجيش الأمريكى يرصد السفينة بعد أن قالت طهران انها سترسل سفنا حربية لمرافقتها الى اليمن. وقال وارن «نحن نراقب السفينة الإيرانية، وعلى علم بتصريحات الإيرانيين أنهم يخططون أن ترافقها سفن حربية». بينما ذكرت تقارير إيرانية أن وزارة الدفاع الإيرانية حذرت السعودية والولاياتالمتحدة من عرقلة مسار إرسال المساعدات التى تعتزم طهران إرسالها بحرا إلى اليمن. ونقلت عن بيان صادر عن الوزارة القول إن «إرسال المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب اليمنى يأتى فى إطار تخفيف آلامهم». ووصف البيان تأكيد السلطات الأمريكية ضرورة تغيير مسار سفن المساعدات المتجهة لليمن إلى جيبوتى بأنها «غير منطقية تماما»، معتبرا أنه ليست هناك أى ضمانات بأن هذه المساعدات ستصل إلى الشعب اليمني. ورأت الوزارة أن اتخاذ مثل هذه المواقف من جانب الإدارة الأمريكية يزيد كراهية الرأى العام فى المنطقة وتحديدا الشعب اليمنى تجاهها. وحذر البيان من عرقلة مسار إرسال المساعدات، وأكد أن السعودية والولاياتالمتحدة يتحملان مسئولية تداعيات أي خطوة استفزازية فى هذا الإطار.