أجرت وزارة التربية والتعليم استطلاعاً لرآى الطلاب وأولياء الأمور حول استبدال الكتب الدراسية بأسطوانات مدمجة توزع على الطلاب مع بداية العام الدراسى الجديد ، من خلال الموقع الإليكترونى للوزارة وكشفت نسبة كبيرة من المشاركين عن موافقتها على هذا المقترح على حد قول الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم وسوف تبدأ التربية والتعليم فى تطبيق النظام الجديد من بداية العام الدراسى المقبل على ان يتم البدء فى استبدال الكتب بالاسطوانات اول اغسطس المقبل ,موضحا ان المناهج التى سيتم استبدالها باسطوانات ستكون خالية من حشو وتعتمد اكثر على الاستماع بما يجعل الطالب يستطيع التعلم بسهولة .. وتعمل الوزارة حالياً على استكمال البنية التكنولوجية لكل المدارس في مصر، حتى يتم تنفيذ مشروع استبدال الكتب المدرسية بسيديهات عليها المناهج الدراسية
ورغم أن نسبة المشاركين فى هذا الإستطلاع ضئيلة ولا تعد مقياساً حقيقياً لقبول الفكرة بالإضافة إلى أن أغلب استطلاعات الرآى التى أجريت فى المدارس جاءت منافية لهذه النتيجة تماماً حيث رفضها الغالبية العظمى من الطلاب وأولياء الأمور شكلا ً ومضموناً ... إلا إننى أرى أن الفكرة فى شكلها العام جيدة وطالما طالب بها التربويون والمتخصصون وستوفر على الدولة أكثر من مائة مليون جنيه سنوياً تتكبدها الوزارة فى طباعة كتب أغلبها لا يفتحها التلميذ نتيجة الحشو والتكرار والإعتماد على الكتب الخارجية وملازم المدرسين الخصوصيين فى ظاهرة ننفرد بها فى نظامنا التعليمى على مستوى العالم
إلا أنه من ناحية التطبيق يصعب تنفيذها فهى غير مناسبة لجميع الاسر حيث ان هناك فئات كثيرة فقيرة ، ولا تملك رفاهية الحصول على كمبيوتر للاستذكار سواء فى المناطق الريفية أو النائية أوحتى فى بعض أحياء المحافظات الكبرى كالقاهرة والجيزة التى تصل بها كثافة الفصول إلى 120 طالب بالفصل وكذلك الإسكندرية .
والذى لا يعلمه الوزير أن هناك نسبة من طلاب المدارس الحكومية يعانون من عدم قدرة أهاليهم على دفع المصروفات التى لا تتجاوز الأربعين جنيهاً وهذه من اهم أسباب التسرب من التعليم فهل هذا الطالب الذى يمكن أن يطلب منه إجراءات بحث اجتماعى لإعفائه من الأربعين حنيهاً أن يمتلك جهاز كمبيوتر بالطبع لا .. وبطبيعة الحال هذا الطالب تحديداً يعتمد على كتاب المدرسة بحلوه ومره لإنه مضطر
وحتى إن قام الطالب بطباعة الجزء الذى يريد أن يطلع عليه فى أى " سيبر " فالطباعة مكلفة ، بالإضافة إلى أن بعض الأسر لها أكثر من ابن وابنه فى مراحل التعليم المختلفة فكيف سيستخدمون جميعهم جهاز كمبيوتر واحد إلا إذا اشترت الأسرة أكثر من جهاز فإذا كان الأولاد يتشاجرون فى استخدام الجهاز الواحد فى الألعاب فكيف لهم أن يذاكروا على جهاز واحد .. إذاً فيعتبر ذلك إثقال على كاهل الأسرة المستنزفة مادياً فى الدروس الخصوصية
وفرضاً إن كان هذا النظام اختيارياً كما قال الوزير بمعنى أنه سيتم طباعة نسبة من الكتب لمن يرغب وسيكون ذلك بناء على رغبة ولى الأمر وبموافقة منه فأيضاً هذا سيحدث بلبلة خاصة إذا تأخر طباعة كتاب أوتسليمه وما أكثر هذه الحالات فى مدارسنا وهو متوافر فى ذات الوقت على السيديهات بالإضافة لشعور الطلاب بالتفرقة بين بعضهم البعض
عفواً سيادة الوزير إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع ، هذه الفكرة لا يصلح تطبيقها مع تلاميذ فى مدارس بلا مقاعد أو نوافذ أو أبواب وآخرون يعانون الأمرين للذهاب إلى مدارسهم ومعرضون لحوادث الطرق يومياً ويقطعون مسافات من قرية لآخرى طلباً للعلم لعدم توافر مدارس بقريتهم ...
ولكن إذا أردت التطوير والتغيير فعليك فى البحث أن أسباب زيادة الإقبال على الكتاب الخارجى الذى يؤلفه نفس مدرسى التربية والتعليم أيضاً وقد يساهمون فى المناهج أوالكتب الدراسية
عليك بتنمية مهارات المعلم ورجوعه مرة آخرى فى مقدمه المدرسين الذين يطلبون للتدريس فى الخارج لإن هذا المدرس يكون بمثابة سفير لبلده فى أى بلد يعار إليه .. وعودة المدرسة لدورها فى التربية وجذب التلاميذ إليها مرة آخرى [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة