لا يزال موقف روسيا يثير الريبة فيما يتعلق بالمشهد السياسي المتأزم في سوريا, فموسكو تعلن تأييدها لمهمة كوفي أنان الذي يسعي لوقف إطلاق النار ونشر مراقبين وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. بينما يستخدم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مفردات غير مفهومة غالبا لتبرير موقف بلاده باستخدام الفيتو في مجلس الشعب, الأمر الذي يزيد الأمور الإنسانية للشعب السوري تعقيدا. وتزعم روسيا أنها لا تدعم الحكومة السورية, ثم توفر لنظام بشار الأسد أقوي موطئ قدم في الشرق الأوسط بشرائه أسلحة روسية تقدر بمليارات الدولارات.. وهذا مقابل توفيرسوريا للروس منشأة للصيانة والإمداد مطلة علي البحر المتوسط وتعد القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفيتي سابقا. فقد وصلت الي هذه القاعدة المطلة علي ميناء طرطوس السوري وحدة من مشاة البحرية الروسية تحمل اسم قوة مكافحة الإرهاب وتضم أفراد كتيبة الإنزال والاقتحام من لواء مشاة البحري. وبينما يتعرض الشعب السوري لمذابح يومية علي يد قوي الجيش والأمن وترفض دول العالم تسليح الجيش السوري الحر التابع للمعارضة, زادت شحنات الأسلحة لسوريا600%, وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق. وبعد أن زودت موسكو سوريا بقوة نيران لتستخدمها ضد المواطنين الأبرياء, يخرج علينا لافروف ويتهم الأسد بأنه ارتكب أخطاء كثيرة, ثم بعد ذلك يرفض وزير الخارجية الروسية تأييد الحملة الدولية لإقصاء الأسد. وبعد ان قدمت روسيا78% من واردات الأسلحة لسوريا خلال السنوات الخمس الماضية, يقول لافروف انه علي النظام السوري والمعارضة وقف اعمال العنف في توقيت واحد, وانه ينبغي ألا يكون تنحي الأسد شرطا مسبقا لحل الازمة. المثير للدهشة ايضا ان لافروف يحاول التدخل في تقرير مصير سوريا بما يتناقض مع رغبة شعبها وبما يفيد نظام بشا الأسد فقط لا غير. فروسيا هي الدولة الوحيدة التي تري أن مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لاي حوار مرتقب بين الحكومة والمعارضة غير واقعية. وتري أيضا أن الحوار بين الحكومة والمعارضة شرط لتحديد من سيقود سوريا في المرحلة الانتقالية.. في حين ان النظام يرفض الحوار والتحاور والجلوس مع المعارضة التي يراها عبارة عن بضعة افراد من الإرهابيين والخارجين عن القانون. وروسيا بذلك تشارك في إبادة الشعب السوري. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري