يمثل التعاون العلمى المصرى الروسى أحد الروافد الرئيسية للعلاقات الوثيقة بين البلدين والتى ساهمت فى دعم ونقل التكنولوجيا لمصر فى مجالات الطاقة والبحوث النووية وغيرها من المشروعات العلمية الكبري. ويقول ديميترى كمانين مدير العلاقات الدولية بالمركز الدولى للعلوم النووية بموسكو إن التقارب السياسى المصرى الروسى والتفاوض حول إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربية، سينعكس على حجم التعاون العلمى بين البلدين خاصة فى مجال البحوث النووية وفى تدريب الكوادر ونقل الخبرات خاصة أن إنشاء وإدارة محطة نووية يحتاج إلى الكثير من الخبرات المتراكمة وإلى قاعدة علمية فى هذا المجال.ويوضح الدكتور دميترى فى تصريحات أدلى بها ل الأهرام خلال مشاركته فى مؤتمر علمى عقد فى القاهرة بأن المركز الدولى للعلوم النووية هو مركز بحثى دولى يشارك به 26 دولة منها مصر ويسهم فى دعم البحوث العلمية فى المجال النووى وتموله روسيا بنسبة 80% ويعد من المراكز الرائدة فى العالم فى مجال البحوث النووية. وسيحتفل المركز العام المقبل بمرور 60عاما على إنشائه. ويقول الدكتور إبراهيم العسيرى مستشار البرنامج النووى المصرى إن مصر تتمتع بعلاقات تاريخية طويلة مع روسيا فى مجالات التصنيع والتسليح ونقل التكنولوجيا حيث إن أول مفاعل نووى بحثى أنشئ فى مصر كان عام 1961 وهو مفاعل أنشاص بدعم الاتحاد السوفيتي. ويضيف أننا فى حاجة إلى إحياء هذا التعاون العلمى والبحثى خاصة أن الجانب الروسى أبدى استعداده لتدريب الكوادر المصرية لنقل التكنولوجيا فى مجال الطاقة النووية. كما تقدم الجانب الروسى بمقترح لإنشاء والمشاركة فى التمويل لأول مفاعل نووى لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 1200ميجاوات على أن تكون نسبة التصنيع المصرى فى أول مفاعل 20 % وفى المفاعل الثانى 35 % وطبقا للمقترح الروسى فإنهم سيتحملون نسبة كبيرة من تمويل المشروع على أن يتم السداد بعد التشغيل. وفيما يتعلق بنوعية المفاعل المقترح تنفيذه فهو من نوع مفاعلات الماء العادى المضغوط وهذا النوع من المفاعلات أكثر أمانا من المفاعلات الأخري. كما أنها مزودة بدورة تبريد مغلقة بما يزيد من عوامل الأمان ويقلل من احتمالات الحوادث. ويضيف الدكتور إبراهيم العسيرى أن العمر الافتراضى لمثل هذه المفاعلات يصل إلى 60 عاما، كما سيتعاون الجانب الروسى فى توفير اليورانيوم المخصب. ومن ناحية أخرى يؤكد العسيرى أنه فى ظل سعى دول المنطقة لإنشاء محطات نووية لتوليد الكهرباء مثل الإمارات والأردن والجزائر والسعودية فإنه سيكون من الضرورى السعى لإنشاء مركز إقليمى لإثراء اليورانيوم خاصة وأن مشروع المحطات النووية من المشاريع القومية التى ستسهم فى توفير الطاقة لتحقيق التنمية الصناعية إضافة إلى توفير فرص عمل حيث إن المفاعل الواحد يحتاج إلى 3 آلاف فنى ومهندس. من جانبه أكد الدكتور علاء النهرى نائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء أن روسيا من كبرى الدول المتعاونة مع مصر فى مجال الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء ، ففى عام 2007 تم إطلاق القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات 1 ». وفى إبريل من العام الماضى أطلقت مصر القمر الصناعى الجديد «إيجى سات 2 « لخدمة أهداف التنمية. وقد استمر التعاون المشترك مع الجانب الروسى فى هذا المجال خمس سنوات عمل به أكثر من 100مهندس وفنى شاركوا الخبراء الروس فى كافة مراحل المشروع.