كلما حلت ذكرى تحرير سيناء نستلهم منها عبر ودروس العزيمة وتخطى الصعاب والمحن العصيبة، واليوم ونحن نحتفل بذكراها ال33 فإنه لا يزال هناك العديد من الدروس المستفادة، خصوصا في ظل ما تواجهه مصرنا الآن من تحديات ومخططات تستهدف أمنها واستقرارها. فسيناء مهددة بإرهاب بغيض يسعى للسيطرة على هذا الجزء العزيز من وطننا، وتحويله إلى ملاذ آمن لإرهابيين ومرتزقة من مختلف بقاع الأرض، لكن تنظيمات وجماعات الشر غاب عنها أن مصر لديها درعها الوقى الذى يحميها طوال الوقت، ممثلا فى القوات المسلحة ومعها الشرطة المدنية التى لا تدخر وسعا ولا جهدا فى ملاحقة التكفيريين والخونة ومن يعاونهم. وغاب عنها أيضا أن المصريين يقفون على خط واحد وعلى قلب رجل واحد فى مواجهة الإرهاب ومن يشجعه ويوفر الغطاء السياسى والدينى له سواء من الداخل أو الخارج، وأن تحمل المصريين عبء التصدى للإرهاب وتقديم تضحيات لا تتوقف على هذا المضمار فى حقيقته صيانة وحماية للأمن القومى العربى والإقليمى، فالكل يعلم أن التنظيمات الإرهابية آصبحت عابرة للدول وتنسق فيما بينها لزعزعة الأمن فى المنطقة بأسرها تنفيذا لخطط شيطانية ترمى لتفكيك وتقسيم الدول العربية لتحويلها إلى دويلات يسهل التلاعب بها وقيادتها. نعم سيناء تنتظر وصول قطار التنمية إليها، والدولة مدركة لذلك وتجتهد لتحقيقه بتخصيص مليارات الجنيهات لإقامة مشروعات وتحسين الأحوال المعيشية لبقعة عزيزة من بلادنا عانت طويلا من التجاهل والحرمان وسوء المعاملة على يد نظام حسنى مبارك، وستواصل جهودها الدءوب بعد القضاء على ذيول وثعابين الإرهاب. ومثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس فى كلمته للأمة فإن الشعب المصرى لديه إصرار لا ينضب وعزيمة لن تلين، وبفضل وحدة الصف، والتنسيق والتناغم بين مؤسسات الدولة، وتجاوز أسباب الضعف ومحاولات التشكيك في القدرات فإن مصرنا ستمضى فى طريقها نحو التنمية والازدهار وستخرج منتصرة من معركتها مع قوى الشر ومع كل من يفكر فى إيذائها. وتحية تقدير واعتزاز لشهدائنا الأبرار الذين دفعوا حياتهم ثمنا لتحرير سيناء .. ولا يزالون. لمزيد من مقالات رأى الاهرام