عن عمر ناهز التاسعة والثمانين توفي أمس في الخامسة والربع مساء البابا شنودة بابا الإسكندرية, وبطريرك الكرازة المرقسية. وأصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية مساء أمس بيانا نعي فيه الي مصر والعالم رأس الكنيسة قداسة البابا شنودة وقال إنه يودعه الي احضان القديسين ويتمني راحة لنفسه ويدعو بالصبر والعزاء الي كل محبيه. ووصف البيان البابا شنودة بأنه معلم الأجيال وصاحب روح طاهرة وواحد من أبرز وأهم بطاركة كرسي القديس مارمرقس الرسول- كرسي الاسكندرية وكانت الأيام الماضية قد شهدت تدهورا حادا في صحة البابا شنودة إثر غسيل متكرر للكلي نتيجة معاناة من فشل مزمن في وظائف الكلي إلي جانب ما ظهر مؤخرا من أورام في الرئة وقد صعب في الآونة الأخيرة تلقيه أي علاج بسبب حالة الضعف العام والتقدم في العمر كما كانت الأيام الأخيرة من أصعب الأيام في حياة البابا فلم يكن قادرا علي السير علي قدميه وأخر اجتماع ظهر فيه يوم الأربعاء قبل الماضي وكان علي كرسي متحرك وحالة ضعف شديد ولم يستطع أن يمكث أكثر من عشر دقائق. وقد أعلنت الكنيسة الارثوذكسية مساء أمس الحداد علي وفاة البابا شنودة, كما أعلنت اقامة الصلاة علي روحه بعد غد بمقر الكاتدرائية بالعباسية. وقالت مصادر الكنيسة إن المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية في حالة انعقاد دائم لتحديد موعد الجنازة ومكان دفن البابا وفتح وصيته. وتوافد الآلاف من الاقباط مساء أمس علي المقر البابوي في حالة انهيار وبكاء حاد غير مصدقين نبأ الوفاة طالبين إلقاء نظرة علي جثمانه. وحسب التقليد الكنسي فمن المنتظر ان يوضع الجثمان في تابوت زجاجي بصحن الكاتدرائية المرقسية ليقوم كل محبيه وملايين الاقباط بإلقاء النظرة الأخيرة علي الجثمان. وأذاع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية بيانا باسم الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ودع فيه البابا شنودة الثالث لاحضان القديسين. ونقل البيان عزاء المجمع المقدس للجميع في رحيله. وقالت مصادر كنسية إن حالة البابا شنودة قد شهدت منذ صباح أمس تدهورا حادا إثر إصابته بأزمة قلبية وحاول الفريق الطبي إسعافه بكل الوسائل إلا انه فارق الحياة أمس. وقد أصيبت كل الدوائر السياسية والدينية في مصر والخارج بصدمة كبيرة إثر سماع الخبر, وانهالات برقيات العزاء والاتصالات علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية من كبار رجال الدولة والمصريين في الخارج. ويتواصل تدفق الأقباط علي المقر البابوي لتلقي العزاء ومحاولة إلقاء النظرة الأخيرة علي الجثمان والجميع في حالة انهيار وبكاء حاد. وقد نعي الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء فقيد الأمة قداسة البابا شنودة الثالث الذي وافته المنية مساء أمس مقدما خالص تعازيه للاخوة الاقباط داخل وخارج مصر. ووصف الدكتور الجنزوري البابا شنودة بأنه شخصية وطنية ورمز الوطنية المصرية وحظي باحترام وتقدير كبير من الشعب المصري. وأشاد رئيس مجلس الوزراء بالجهود التي قام بها البابا شنودة من أجل خدمة الكنيسة المصرية وتدعيم الوحدة الوطنية وحرصه علي وأد الفتنة. كما نعت الكنائس القبطية قداسة البابا شنودة إلي الأمة العربية والعالم أجمع, ورفعت الكنيسة الكاثوليكية المصرية الصلوات علي روح البابا. وقال الأنبا يوحنا قلته, نائب بطريرك الكاثوليك بمصر إن البابا شنودة ترك بصماته في تاريخ وطنه ولعب دورا في تاريخ الأمة, وكان له تاريخ مشرف في المجالات الروحية والدينية كان علما من أعلام مصر. ونعت الطائفة الانجيلية إلي المصريين والعالم أجمع قداسة البابا, وقال القس أندريا زكي إنه كان أحد الرموز وساهم في دعم الوحدة الوطنية ولعب دورا بارزا علي المستويين العربي والعالمي. وخيمت حالة من الحزن والحداد علي كنائس الإسكندرية عقب الاعلان عن وفاة البابا شنودة, وتم اعلان الحداد بوضع وتعليق الشارة السوداء علي أبواب الكنائس.