فى سابقة هى الأولى من نوعها بث تنظيم داعش الإرهابى مقطع فيديو يكشف تجنيد أشخاص من ذوى الإعاقة السمعية من الصم والبكم ضمن صفوف الجنود بقواعدها بالعراق، وقد نشر تنظيم داعش فيديو بعنوان (رسالة ممن عذر إلى من لم يعذر) يظهر جنديان من داعش من الصم والبكم، يوجهان بلغة الإشارة رسالة إلى الدول الأوروبية وخصوصا المسلمين فيها، من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش، وهذه الإشارة المقصود بها جذب المزيد من الصم والبكم. وأكد علماء الدين أن الإسلام نهى عن هذا العمل المحرم شرعاً، ولا تقر به أى شريعة سماوية أو وضعية، وجعل للمعاقين حقوقا وواجبات تجاه المجتمع. ويقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، لقد عُنى الإسلام عناية كاملة بأصحاب الحاجة والمسكنة، وكذلك أصحاب العاهات المستديمة، الذين يدخلون غالبا تحت مسمى المساكين، ومن وجوه جادة، أولا جعل الإسلام مواصلتهم بالنفع وقضاء حوائجهم حقا مشروعاً، وسماه حقا ليبين ما لهؤلاء المساكين والضعفاء وأصحاب الحاجات من المنزلة عند الله عز وجل، بأن جعل لهم حقا عند أصحاب الجاه والسلطان وأصحاب الأموال، فقال تعالى: (فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وتبين الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يجعل فى مال صاحب المال وعند جاه أصحاب الجاه وما إلى ذلك يجعل لهؤلاء الناس حقا مشروعاً فى مساعدتهم بالمال والجاه والسلطان وما إلى ذلك، وبينت الآية الكريمة أن من يفعل ذلك ابتغاء وجه الله عز وجل، فإنه سيكون من المفلحين، ثانيا، من عناية الإسلام بهذا الصنف من الناس أن الإسلام ذمّ قطع المعونة عنهم وإن أساءوا إلينا، لأنه من المعلوم أن الكفيف أو المقعد أو الأصم عادة ما تكون أخلاقه ضيقة، فيظهر منه ما يضايق الآخرين من أصحاب الجاه أو المال أو السلطان، فإذا بهم يقطعون المعونة نتيجة الإساءة، وهنا يبين القرآن أنهم حتى وإن أساءوا إلينا فإنه يجب علينا أن نعفوا عن هذه الإساءة وأن نواصلهم بالمساعدة، قال تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِى الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) من جانبه يشير الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن من شروط وجوب القتال البلوغ والعقل وسلامة الحواس، والطاقة والقدرة على القتال، كما أن “داعش” ليست دولة، ولا ينطبق عليها أوصاف المسلمين، ومن عجب فى أن الدهماء من المنتسبين للإسلام أطلقوا على هؤلاء المارقين عن الدين عن منهج الله أنهم مسلمون وأنهم أقاموا دولة إسلامية، وأن زعيمها خليفة المسلمين، وأفعالها ليست من الإسلام فى شيء، فأن تستعمل الصم والبكم فى تنفيذ مخططاتها على الأرض وعدوانها السافر من القتل والإتلاف والإرعاب ونحو ذلك، هذا بعيد كل البعد عن المنهج الإسلامي، هذا إذا سرنا مع من صار من المغلوبين على أمرهم، ووصفناهم خطأ بأنهم مسلمون، ولكن الاستعانة بالصم والبكم لم يشرع فى الإسلام ولا فى غير الإسلام، فلا يجوز الاستعانة بالصم والبكم لقول الله تعالى : (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) وهؤلاء ناقصى الحواس، مثل الأعمى والأعرج، كما أن هذه الجماعات لا يقومون بجهاد، ولكنهم يرعبون الناس بأفعالهم، أما عن وجوب قتال هذه الجماعات فهو شرعى ويمثل قتال الخارجين على الأمة، ولذلك وجب قتلهم.