تكتسب التحركات التي تشهدها القاهرة حاليا للإعداد لقمة بغداد العربية أهمية خاصة باعتبار هذه القمة هي الأولي التي تعقد بعد المتغيرات والتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية, خاصة مايسمي بالربيع العربي. لكن الأبرز في هذه التحركات هو محاولة تطوير منظومة العمل العربي المشترك, من خلال اللجنة التي شكلها الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية لهذا الغرض, برئاسة وزير خارجية الجزائر الأسبق الأخضر الإبراهيمي الذي يزور القاهرة حاليا, لبحث المقترحات التي تم التوصل إليها تمهيدا لعرضها علي القادة العرب في قمة بغداد. لقد شهدت السنوات الأخيرة خللا كبيرا في العمل العربي المشترك, وحاولت بعض الدول العربية إعلاء مصالحها الذاتية علي حساب المصالح العربية العليا, وحاول البعض الآخر إحياء سياسة المحاور المتناقضة بدلا من العمل المشترك, ثم جاءت تطورات الربيع العربي لتطرح قضايا ومعادلات جديدة علي المنطقة بأكملها. وفي خضم هذه التطورات بات من الضروري إعادة هيكلة الجامعة العربية لتواكب المتغيرات الجديدة, وتصل إلي مصاف المنظمات الدولية الفاعلة الأخري في حل القضايا التي تطرح عليها. ولن يتم ذلك إلا بوضع أسس محددة للعلاقات العربية العربية والعمل العربي المشترك, تضع المصالح العربية العليا فوق أي اعتبار, وتحقق تطلعات وطموحات الشعوب العربية في الديمقراطية والاصلاح, بعيدا عن التدخلات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.