لم تمر بضعة أيام على الانفراجة «التاريخية» فى معضلة الملف النووى الإيرانى، حتى لاحت، أمس، بوادر أزمة جديدة بين طهرانوواشنطن حول تفاصيل الاتفاق الإطارى، الذى تم التوصل إليه فى لوزان، الأسبوع الماضي حيث أعلنت إيران احتجاجها على البيان الأمريكى حول رفع «تدريجي» للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، وهددت باستئناف أنشطتها النووية على مستواها السابق نفسه، إذا لم يلتزم الغرب بالاتفاق. فمن جانبه، أكد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أن جميع قرارات مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، الخاصة بالبرنامج النووى الإيرانى ستلغى على الفور، إذا تم توقيع اتفاق نووى نهائى بحلول نهاية يونيو المقبل. وأضاف «ظريف»، فى مقابلة مع التليفزيون الرسمى الإيراني، أنه اعترض على بيان الحقائق، الذى أصدرته الولاياتالمتحدة بعد التوصل للاتفاق، والذى أشار إلى»تعليق»، وليس»رفعا كاملا» للعقوبات الدولية على طهران فقط، فى حالة التأكد من التزام إيران ببنود الاتفاق. وقال «ظريف»: إن «الأمريكيين وضعوا ما يريدون فى بيان الحقائق، وقد اعترضت على ذلك لوزير الخارجية الأمريكى جون كيري»، وهدد، قائلا: «بإمكاننا استئناف أى نشاط فى برنامجنا النووى إذا لم يحترم الغرب الاتفاق النهائي». وتابع: «يمكن لأى طرف فى هذا الاتفاق التوقف عن الخطوات الخاصة به إذا انتهك الطرف الآخر الاتفاق»، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولى سيكون الحكم فى الاتفاق. وأكد «ظريف»، أن الجمهورية الإيرانية لم ولن تسعى أبدا وراء القنبلة النووية والهيمنة على المنطقة، مؤكدا أن بلاده لن تحل مشاكلها أبدا على حساب الدول المجاورة، ولن تقوم بأى مساومة مع أحد على حساب أمن الدول المجاورة. وتابع: «أن الخلافات بين إيرانوالولاياتالمتحدة ستبقى فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية». وكان «ظريف» قد اتهم، فى وقت سابق، إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بالكذب وتضليل الكونجرس والشعب الأمريكى بشأن تفاصيل الاتفاق الإطارى، الذى احتواه بيان الحقائق، والذى أصدرته الولاياتالمتحدة، بعد ساعات من التوصل للاتفاق المبدئى فى لوزان. وأكد «ظريف» أن واشنطن وعدت بوقف فورى للعقوبات وليس تدريجيا، كما أشار البيان الأمريكي، فى حالة التوصل لاتفاق نهائى، مؤكدا، أيضا، أن الاتفاق المبدئى تضمن السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم والأبحاث والتطوير النووى. ومن جانبه، اعترف مسئول أمريكى بارز بوجود تفسيرات مختلفة لبنود الاتفاق، ولكنه أكد أنها لا تناقض بعضها. وأعلنت الولاياتالمتحدة، أن بيان الحقائق، الذى أصدرته، غير قابل لمزيد من التفاوض، وأنه سيكون جزءا من الاتفاق النهائى المفترض التوصل إليه بحلول نهاية يونيو المقبل. وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة «يو. إس. توداي» الأمريكية، أن عدم تحديد موعد رفع العقوبات على طهران، يعد أحد أبرز التفاصيل المفقودة فى الاتفاق الإطارى، والتى تتسبب فى تصريحات متناقضة من كل من الولاياتالمتحدةوإيران بشأن توقيت رفع العقوبات.كما ذكرت مصادر أمريكية مطلعة لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن ثمة شقاقا حدث فى تحالف الحزب الديمقراطى مع قادة اللوبى الصهيونى فى الولاياتالمتحدة بسبب الاتفاق النووى الإيرانى. وقالت المصادر، إن مجموعة من اليهود أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين اجتمعوا مع كبير موظفى البيت الأبيض، وطالبوه بمساعدتهم فى تسويق ما وصفوه ب»الاتفاق الذى ليس له أى شعبية فى دوائرهم الانتخابية».