من أخطاء محافظ الإسكندرية الجديد هانى المسيرى تصريحه بموقفه من الإعلام، باعتباره تضييعا للوقت، حيث ألغى تقريبا العلاقات العامة والإعلام من المحافظة، وجعل نفسه المصدر الوحيد لأى تصريحات، ثم يتعجب من أنه يستقبل يوميا 1600 رسالة على تليفونه من صحف وقنوات تليفزيونية، والسبب بديهى لأنه أغلق نافذة الإعلام بالمحافظة، وكأنها عودة إلى القرون الوسطى وما قبلها. حيث الحاكم يصدر قراراته دون تعليق أو استفسار من أحد، لأنه لا راد لقضائه. وتجاهل أنه إذا كان بالفعل «موديل مختلف» ويفكر «خارج الصندوق»، فإنه برفضه الإعلام، قد تخلى طواعية عن سلاح حاسم فى معركته من أجل الإسكندرية الجديدة. فليس أفضل من الإعلام وسيلة لتوصيل قراراته وأفكاره للناس لحشدهم ليتعاونوا معه. ويكفى أن نذكر أن د. عبد المنعم عمارة محافظ الإسماعيلية الأسبق، استعان بالإعلام بقوة لدعم وتنفيذ أحلامه لبلده، وجعل الإعلام لا يمل من الحديث عن إنجازاته، ويتطلع للمزيد منها. وأيضا بتكرار سؤال المحافظ الجديد عن حمله الجنسية الأمريكية، فإنه يرد بمنطق أبعد ما يكون عن الدبلوماسية، فيقول «إن حصولى على الجنسية شأن يخص من اختارنى لشغل المنصب، وهذا لا يتعارض مع الدستور» وكأن كل اهتمامه بالمسئولين وليس بالشعب، فى حين أن هذا السؤال كان فرصة ليرسل طمأنة لأهل الإسكندرية العريقة، بأن انتماءه للإسكندرية، هو الذى يستحوذ على كل مشاعره. وهناك موقف المحافظ الجديد من اشتراك زوجته فى العمل العام، حيث قال «يجب أن ندافع عن حق المرأة فى العمل ومشاركتها فى خدمة المجتمع» وكأن زوجته هى المرأة الوحيدة فى مصر، مؤكدا أنه ليس معترضا على وجودها بجانبه فى أى اجتماعات رسمية، إن المحافظ الجديد لم يقنع أحداً برأيه فى موضوع زوجته، ولكنه أقنع بالفعل كل سيدة بالإسكندرية، أنه إذا كانت ترغب فى ممارسة العمل العام وخدمة المجتمع بصدق، عليها أولا وقبل كل شىء أن تتزوج السيد المحافظ. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى